رسالة شهر رجب ” الغاية التي يمكن أن تدرك”!
الحمد لله وكفى وصلاة وسلام على حبيبه المصطفى ومن سار على دربه واقتفى واله وصحبه اولي الصدق والوفا
اما بعد،،،
سبحان الله ..اجدني حائرا في هذا العالم المتغير والدائر حوالي نفسه ..حروب من هنا وفيضانات هناك وجوع وقحط في ناحية وقتل وتشريد في اخرى وانتشار الاوبئة والامراض ..
السبب واحد لا غير هو مرض الاعراض عن الله تعالى..قال اهل العلم والسلوك اذا وجدت الناس يموج بعضهم على بعض فاعلم ان الله قد اعرض عنهم والعياذ بالله
ربما يسال سائل: حسنا ماذا افعل ؟ ماذا الذي يجب علي فعله؟ هل علي بخاصة نفسي وماعلي من الاخرين؟ ام احاول ان اكون سببا في هداية الناس؟ ام اهاجر؟؟
اقول لك:
كل واحد منا يبدا في اصلاح نفسه .كيف؟ تضع لنفسك منهجا في الحياة وهو
ارضاء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
ارضاء والديك
ارضاء مسئولك في العمل
ارضاء مدرسك او معلمك ارضاء جيرانك ..
والمقصود ان تسعى في ان تكون راضيا ومرضيا وليس من الممكن ان تحوز على رضا الجميع فان رضى الناس غاية لا تدرك لكن كونك تضع لنفسك هذا الهدف فانك تسير بخطوات الى الامام ربما تتوقف قليلا ولكنك لن ترجع الى الوراء
علم نفسك ان تكون راضيا في قسمة الله لك ولكن ليس معناه ان تتوقف بل امضي قدما وربما يسال سائل فماالفائدة من كوني ارضى ومع ذلك امضي قدما ؟ فاقول لان في الرضا راحة نفسية وشحنة ايمانية وتتوحد الافكار فتصير فكرا واحدا في كل شي وهو الاحسان في كل شي فاذا كان مطلبك هو الاحسان والاتقان في كل شي صار همك واحدا وان تنوعت وتشعبت الفروع..انظر الى تنوع العبادات الصلاة تتعلق بذات العبد والحج تتعلق بالمكان والزمان والصوم يتعلق بالشهوات والزكاة تتعلق بالمال وهو الاحب الى النفس انظر كما ترى هي متشعبة ومختلفة في الظاهر ولكن حقيقتها واحده وهي ارضاء الله تعالى
اخواني واخواتي
اذا قمت بما مضى سعيت في اصلاح نفسك ولكنك لا تعيش لوحدك في هذه الحياة هناك روابط تربطك بالخلق هناك رابطة ابوة وامومة هناك اخوة واخوات وهناك زوجة واولاد لو ان كل واحد منا طالب نفسه باداء حقوق الغير وتنازل في نفسه عن المطالبة بحقه لتغير الحال لانك عندما تمعن النظر تجد ان الجميع سيعمل جاهدا في اداء حقوق الغير فانا افكر واجتهد في اداء حق اخي واخي سيفكر بالمقابل في اداء حقي وهكذا
ربما تصادف اناسا “انانيين” يحبون انفسهم فلا يفكرون في فرح غيرهم او سخطهم فلا يحزنك حالهم ولا قولهم اما يكفيك ان الله معك انظر الى حال النبي صلى الله عليه واله وسلم عندما اخرجه اهل الطائف ورموه بالاحجار ماذا قال:
لم يقل اللهم اشكو اليك قسوة قلوبهم او غلظ حالهم او جفاء احوالهم بل قال اشكو اليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ..
مدرسة نبويه وتربية عالمية ومنهج راقي وفكر واعي
لو اننا اخذنا بهذا المنهج لصلح لنا العالم كما صلح للنبي صلى الله عليه واله وسلم ولصحابته مع قلة الامكانيات وكثرة المخاطر التي تواجههم لا يخافون الموت بل الموت عندهم اقل ما يفكرون فيه من حيث انه نهاية حياتهم بل هم عاشوا بعد الموت بينما آخرون ماتوا وهم احياء فلا فكر ولاذكر ولا علم ولا دعوة ولا اصلاح ..عاشوا لانفسهم وماتوا بانفسهم قال تعالى ” اموات غير احياء وما يشعرون ايان يبعثون”
ابدأ في هذه الاشهر المباركة رجب وشعبان ورمضان واجعلها نقطة الانطلاق فانها اشهر ماصدق فيها مقبل الا ونجح باذن الله تعالى بلغنا الله واياكم اياها سنين بعد سنين في خير ولطف وعافيه على الجميع
حسين السقاف