بداية المحبة  ” رسالة شهر رمضان المبارك ”

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله واهب المواهب، وباسط الموائد، ومعود العوائد ..احمده حمد الحامدين واشكره شكر الشاكرين واصلي واسلم على سيدنا محمد رحمة الله ونعمة الله وهدية الله وعلى آله وصحبه اجمعين،،،

اما بعد،،

لكل قادم من سفر مقدمات تتقدمه وتبشر بقدومه ..حتى يستعد الاحباب والاصحاب لاستقباله والحفاوة به واكرامه..فهو اي المسافر متشوف الى لحظة القدوم وهم اي المستقبلون متشوقون الى لحظة الظهور فيالها من ساعة لا توصف من الفرحة التي تغمرهما

وان الناس في استقبالهم لرمضان على قسمين :

قسم مكروم وقسم محروم

اما المكروم فهم الذين يستبشرون ويفرحون ويبتهجون لقدومه بسطوا جباههم وشمروا عن سواعدهم ونصبوا اقدامهم وتتساقط دموعهم ..بيوتهم تئن ..وللقاء تحن

نظفوا بيوت قلوبهم فتصفوا عن الكدر فلا حسد ولا حقد ولاكبر ولادنيا ولا لهو ولا قطيعة ولا شحناء ولا بغض ولا عقوق تصفوا فصفوا

غسلوا ملابس ذنوبهم ومعاصيم بصابون الندم ودموع التوبة

اعدوا ايديهم فبسطوها للقريب والبعيد والمسئ والمحسن والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب

اعدوا سواكهم وقرانهم وصدقاتهم ..وجوههم مبتسمة ضاحكة مستبشرة ..مستحيون من الله ..

قد نووا ان يروا الله من انفسهم خيرا..وان يكونوا عند حسن الظن..ولهم امل ان ينالوا جوائز ربهم من رحمة ومغفرة وعتق ونور وستر وجود ومحبة ورضوان من الله اكبر ..

هؤلاء والذين نرجو الله تعالى ان يجعلنا واياكم منهم هم الفائزون بالرضا والداخلون في ساحات الصفا والاصطفاء ممن هو بعهد الله وفى

فالامر ياعباد الله يحتاج الى تجديد الوفاء بالعهد فهل انتم موفون؟ وهل انتم مستعدون؟ (فاوفوا بعهدي أوف بعهدكم)

واما القسم الثاني وهم المحرومون والعياذ بالله

وهم صنف مبغوضون عند الملائكة لا يحبون لقاء الله ولا هداياه ولا جوائزه مشمئزون من لقاء رمضان

لم ينووا ان يفتحوا له ابواب بيوتهم ولا قلوبهم

لا يحبون النور ويرتعون في وحل الظلمات ..بلغت ذنوبهم عنان السماء اثقلتهم اتعبتهم الا انهم لم يعترفوا ولا بالصوت دعووا

راضون بحالهم ..لم يفكروا لحظة في اصلاح احوالهم ولا في وصل حبالهم

استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر الله اولئك حزب الشيطان الا ان حزب الشيطان هم الخاسرون..

هؤلاء لايرجون الله ولا يفكرون في الله ولا يحبون الله مع انه امدهم اعطاهم اسمعهم ابصرهم قواهم حركهم انبض قلوبهم شغل عقولهم اجرى دماءهم ..هو يتابع احوالهم لعلهم يرجعون لعلهم يتذكرونني لعلهم ينتبهوا إلي لعلهم يرجون رحمتي لعلهم ..ولكن..

يحاول رمضان بكل امكانياته ان يدخل اليهم ولكنهم مافتحوا! يحاول ان يغريهم بجوائزه لكنهم اعرضوا! يحاول ان يناديهم ولكنهم وضعوا اصابعهم في اذانهم

يحاول ان يواجههم ولكنهم استغشوا ثيابهم واصروا واستكبروا استكبارا

يناديهم ..يافلان يافلان يامذنب تعال الى ربك الغفار ..ياعاري تعال الى ربك الستار..يامهموم تعال الى ربك مفرج الكربات..

قاسية هي قلوبهم جامدة اعينهم..

يااصحاب هذا الصنف انا ادعوكم الى الله تعالى فكيف لو علمتم شوق الله اليكم وحبه بتوبتكم ومناداتكم باسمه لتمنيتم ان تخرج ارواحكم شوقا الى الله

اسمعوه اصواتكم ونحيبكم وبكاءكم واروه دموعكم وانينكم
يااصحاب الصنفين السابقين انتم مدعون لان تحبوا الله..لابد ان تحبوه وتذوقوا حلاوة محبته وقربه ..انتم لستم مدعون لغفر ذنوبكم او لعتق رقابكم فحسب بل انتم مدعون لان تحبوا وتعشقوا وتشتاقوا الى الله هذا رمضان يمد يد المساعدة فمدوا له ايديكم،،
وقولوا بصوت عال وحرقة في القلب:

لبيك يالله يالله ..لبيك ياربنا لبيك لبيك..

تبنا اليك وهذه صفحة بيضاء تسطرها دمعة تائب في جبين شهر رمضان،،
وتلكم هي بداية المحبة في رمضان..