الى المهاجر الى الله سيدي رسول الله ..

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله من كانت رحمته اقرب ، ومغفرته ارحب ، خص هذه الامة بخير نبي احب ، واكرمه بمن ناصره ومن كان له يصحب صلى الله عليه واله وصحبه وسلم
اما بعد ،،
عجيب امر هذه الهجرة ، تتجدد معانيها ، وتعلو مبانيها ،
لازال العالم يكتشف سرها وخيرها ، وليس له الا ان يقف تعظيما لهذه المناسبة العطرة،،
وما اعجب صاحبها ، ومهاجرها وصاحب المناسبة الكبرى لها
انه النبي الاحب والعبد المقرب صلوات ربي وتسليماته عليه واله وصحبه
لم تكن الهجرة الا ثمرة احداث سبقتها
قد عانى منها صاحبها ، وصبر لها صبرا لا تحتمله الجبال
ايها الاحبة ،،
قد تكلم الكثير عن الهجرة وذكروا دروسا وعبرا ، واخبارا ودررا
ولكنني لن اتكلم عن الهجرة بل عن المهاجر نفسه
اعجبني حالك ياسيدي
رايت فيك في هجرتك
العبد المتواضع ..نعم الذي يراك في هجرتك يراك مهاجرا في مشيتك ، في لباسك في جندك في دابتك في اعوانك في طعامك ..
اتعجب من حالك ياسيدي
خرجت بلا جند ولا حرس ، خرجت وربما لم تجد من الطعام مايكفيك ، خرجت بدابة صاحبك ابي بكر ولم ترض ان تركبها الا بدفع ثمنها مع علمك بان ابابكر لا يمكن ان ياخذ ثمنا منك بل ليت شعري هو الذي يدفع لك كل الاثمان على لحظة واحدة معك..
لطالما اغبط هذا المرافق لك ..ان العالم كله ليغبطك على هذا الشرف ولكنك تستحقه ولمثلك فليعمل العاملون
ارى فيك ياسيدي عبوديتك لربك وثقتك به وتوكلك عليه
منك اتعلم معنى الله
بك تعلمت لذة الركون الى الله
تعلمت منك معنى ” لاتحزن ان الله معنا “
تعلمت منك الرضا بقضاء الله
تعلمت منك ان اسنفذ كل امكانياتي وانطرح على باب الله
ثقتك بربك سرت حتى الى ذاك الصبي سيدنا علي ابن عمك
الذي قلت له : ياعلي نم على فراشي وتسجى ببردي فلن يصلك من القوم ماتكرهه !
فراشك ! وبردتك !
نعم ياسيدي
من نام على فراشك وتسجى ببردتك انشغل بهما عن متابعة العدو وكيف لا وهما يعبقان بريحك الطيب
بل ازداد علي اطمئنانا
ان الابن او البنت احيانا يبلغ منهما الخوف او القلق مبلغا ولا يهدأ لهما بال حتى يرتميا على احضان امهما او حتى يشما رائحة والديهما ،،وربما يكون العكس ..الم يرتد بصر يعقوب عندما القي عليه قميص ابنه يوسف وشم رائحته ، اني لاجد ريح يوسف
ولسان علي يقول : سانام على فراشك واتسجى ببردتك وساستانس بهما لانني اجد ريحك يامحمد
اتعجب من حالك ياسيدي من الكم الهائل الذي تحمله في قلبك من محبة وشوق لامتك
لم تكن هجرتك اضطرارا بل اختيارا وذلك لشدة محبتك لامتك
عندما نرجع قليلا لحدث قبل الهجرة
كنت ياسيدي في الطائف وفوجئت بموقف لم تتوقعه نفسك الطاهرة
حتى انزل الله لك ملك الجبال وينتظر منك اذنا بان يطبق عليهم فيهلكوا عن بكرة ابيهم
ولكنك رفضت ..لا لا
كان بوسعك ان تقول نعم وينطبق عليهم الجبلان فيهلكوا فتكفى عناء الهجرة وتعبها وتبقى في مكة
ولكن نفسك لم تطب ان ترى قومها يهلكوا امامها
بل قلت لربك
اللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون
لم تدع عليهم بل لهم ،،لم تفعل كمن سبقك من الانبياء
قال سيدنا نوح ” وقال نوح رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا ..
ولم تقل كما قال سيدنا موسى ” ربنا اطمس على اموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم “
ولم تتبرا منهم بل قلت ” قومي ” نسبتهم اليك مع انهم قد تبراوا منك ! نسبتهم اليك مع كونهم يعادونك ويقاتلونك !
كيف طابت انفسكم ياكفار قريش وانتم تقفون امام هذا الوجه المليح؟
ومما زادني تعلقا بك ياسيدي عندما قلت ” فانهم لا يعلمون ” كم في هذه العبارة من معاني صفاء قلبك ونقاء باطنك حيث انك لم تسئ الظن بهم بل لسان حالك يقول : انا اعذركم لانكم لا تعلمون اني رسول الله !
ولكن ربك عزوجل الذي يحبك اوضح لك معنى ربما قلبك لم يكن يتوقعه لصفائه ” قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون “
نعم لا يمكنهم تكذيبك ..لانهم يعلمون انك طاهر ..ولكن الحقد والحسد قد اكل من قلوبهم كل معاني الانسانية
وانا اقولها لمن يحاول ان يتطاول على مقامك ” فانهم لا يكذبونك”
ياسيدي
لم ترض ان تسبق اصحابك بالهجرة بل اثرتهم على نفسك وتحملت الاذى عنهم وتعرضت للخطر من اجلهم
ياسيدي
حتى وانت الان في برزخك تستغفر لنا ويوم القيامة تنظرنا بقلب مشتاق لمن اتى بعدك
خدمت امتك في حياتك وبعد مماتك ويوم القيامة
الهذه الدرجة تحبنا؟
الهذه الدرجة تخاف علينا؟
الهذه الدرجة لا ترض لاحدنا الذل والهوان والخزي؟
ياسيدي
كلنا لك .. واننا على صحبتك وعلى نصرتك وعلى محبتك ان شاء الله
نبايعك ونجدد عهدنا معك وهذه ايدينا ممتدة لك
والله نحبك ،،