حج الخواص
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وصلى الله وسلم على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم
هذه بعض التلخيصات لمحاضرة ” حج الخواص ” نسال الله تعالى النفع بها وجزى الله خيرا من قام بتلخيصها ..
الحج:
لغة: القصد.. شرعاً: حج بيت الله الحرام لأداء أحد النسكين إما الحج وإما العمرة
من أراد الحج لابد أن يوحد مقصده.. فيحتاج إلى توحيد المقصود في قلبه، وتوحيد الوجهة في سيره.
المقصود في الوجهة والمقصود في المكان
قلبك لا ينبغي أن يقصد غير الله تعالى
ابتغاء مرضاة الله، وأداء فرض الحج، وزيارة بيت الله الحرام، وأن تكون من عمّار بيته، وتنوي أن تكون من وفد الله، وتنوي الهجرة إلى الله، والفرار إلى الله، والركون إلى الله، والرجوع إلى الله، وتأوي إلى الله، وتنطرح بين يدي الله
توحيد المقصود(الله) والوجهة(بيته)..
الحاج لابد أن يتخلى عن الأهواء والشهوات والنفسيات والدنيويات.. يتخلص منها ويتطهر
الميقات:
إذن الله لك حدده بميقات، “من أراد أن يزورني فليستأذنني ويأخذ مني موعدا”
لا يمكن أن تحرم من غير الميقات الزماني والمكاني
تحقق الأدب الظاهر والباطن حتى تكتمل شروط الإذن:
1- ونزع ملابسك من المخيط(قيد العادة) والمحيط(قيد المعصية)...والتحلي بلباس التقوى
2-الغسل.. نفس غسل الجنابة.. الطهارة من الأدران وما سوى الله تعالى.. وتغتسل لازالة أثر المعصية والعادات..
الغسل بالماء: 1-الماء صافياً.....2-الماء طاهراً..تستشعر سر الحياة الحياة المودع في الماء الذي أنزله لك من السماء.. الماء فيهما صفتان :1-طهور، 2-الحياة
تستشعر أنك تنال به الطهارة القلبية والعقلية والروحية..تطهر من كل شيء من التفاتات وغيرها حتى تدب فيك الحياة..فلو صدقت ونويت لدبّت فيك الحياة..وتمت طهارتك..
3-حلق الشعور التي يسن حلقها وتقليم الأظافر .. حتى تتصل بأصل فطرتك التي فطرك الله عليها “صفاء الجوهر” من سر (ونفخت فيه من روحي)
4-الطيب.. تطيب البدن والمقصود تعظيم شعائر الله عز وجل وتستخدم زينة الله لله..تعال زر بيتي ولا تتطيب إلا لي.. انزع ملابسك والبس الملابس التي أريدها لك..
تنوي تطيب روحك بطيب العمل الصالح
5-لبس الإزار والرداء، أبيضين نظيفين جديدين.. الإزار: لباس الفقر، والتردي برداء المسكنة.. لاتأتي ربك بلباس الكبر والشبع.. قل : أتيتك بفقري..
إذا رآك فقيراً تصدق عليك.. وإذا رآك مسكيناً رحمك..كلما افتقرت أغناك..واذا تمسكنت يطعمك طعاماً آخر
تعترف وتعتذر..
5-تصلي ركعتين بمثابة قرعك للباب وتنتظر الإذن للدخول في النسك.. تنوي وتتلفظ “لبيك اللهم حج..”
عند ذلك تستشعر أن الله أذن لك فأحرمت فتشتغل بالتلبية “لبيك اللهم لبيك” أنا مقيم على طاعتك مرة بعد مرة..
من أسرار التلبية: استشعار نداء الحق لك وخصوصيته لك بأنه دعاك دعوة خاصة أي باسمك.. لابد أن تلبيه تلبية خاصة..
مقام التلبية مقام جلال تضمحل فيه النفوس وتذوب وتنفتح لك معاني شهودك لربك تعالى بأن أذن لك أن تزوره.. معناه أذن لك أن تحل محل الكرامة والضيافة..وحذارِ أن تدخل بيته وأنت جالباً طعامك..
تستشعر كل ذرة في جسدك تلبي.. قلبك يلبي لا مقصود إلا الله.. عقلك يلبي لا تفكر في غير الله.. عينك تلبي أن لا ترى إلا الله – أي سننه-.. وأذنك تلبي أن لا تسمع إلا عن الله..ولسانك يلبي أن لا يذكر إلا الله..
فإذا دخل في احرام الحج قيل له لا رفث (كلام في النساء) ولا فسوق (كلام يكرهه الله) ولا جدال في الحج..
الدخول إلى الكعبة المشرفة
الكعبة محل الحضرة.
الكعبة بشكل عام: مقام المشاهدة.. يسن للحاج أن يكثر من مشاهدة الكعبة لأنها مظهر تجلي من تجليات الحق يطاف حولها 7 اشواط.. وهي مقامات صفات الله الذاتية: العلم – الحياة – السمع – البصر – الإرادة – الكلام – القدرة ... تطوف ويجول فكرك بصفات الله..
حتى تشاهدني من خلال ما تتبع فيه نبيي مما وضعه لك في أسرار العبادة.. أنت اعمل بالظاهر والباطن يصفو لك على صفاء قلبك.. أريدك أن تشاهد صفات جلالي وجمالي من خلال البيت المعمور..
لا تدخل على أساس أن الكعبة أحجار..تشاهد صفات الحق الذي يتجلى فيه على البيت المعمور الذي وُضع لك..هو بيت الله لكنه لك..
هذا اصلك.. هذا وطنك..
أنا ربك الذي أحميه لك وأنتي في أماني.. اتخذ من مقام ابراهيم مصلى اتبع احبابي واقتفي آثارهم تكون في أماني..
كما أمرك الله أن تتطهر من أجله ومن أجل بيته، فإن الله قد أمر سيدنا ابراهيم وسيدنا اسماعيل أن يطهرا بيته لك.. فإذا استجمعت طهارات كونك طائفاً وعاكفاً وراكعاً ساجداً تهيأت لخصوصية ذلك المكان المبارك
الطواف:
تتبع النبي صلى الله عليه وسلم.. وتتفكر في صفات العلم والقدرة والحياة وغيرها من صفات الله تعالى
الحجر الأسود:
قال النبي صلى الله عليه وسلم (الحجر الأسود يمين الله في أرضه) بلا كيف..
عندما تستلم الحجر وتقبله معناها تستسلم لله.. أسلم لإرادتك فيي أنا عبدك.. فكأنك أنت مع الله
“اللهم إيمانا بك واتباعا لنبيك ووفاء بعهدك”
وعندما تقرا ” الحجر الاسود يمين الله في ارضه ” وكان سر السماوات والكون مودع في هذا الحجر قال تعالى ” والسموات مطويات بيمينه سبحانه..”
والحجر لُقَم مكانه رسول الله صلى الله عليه وسلم..
فكانك تقبل موضع يد النبي صلى الله عليه وسلم وتستسلم لارادة الله تعالى وتأخذ سر الأكوان المودع في ذلك الحجر
الصلاة عند مقام سيدنا إبراهيم:
يقابله حجر سيدنا اسماعيل(الحطيم)...
تكون متبعاً أثر ممن قبلك، تتبع آثارهم وتمشي بسيرهم،وتتخذ من مقامهم مصلى تصلي فيه.لأن الأماكن التي أقاموا فيها لا تزال تتنزل عليها الرحمات، وما انقطعت عنها الفيوضات.
ما من جبهة نبي الا وسجدت بين يدي الله هنالك. وقس بعد ذلك من الصحابة والتابعين والصديقين والشهداء والصالحين.
هنالك ادعُ ربك، فاذا صدقت في الدعاء تناديك الملائكة بالبشارة وأنت قائم بالمحراب، ما تنصرف الا وقد جاءك الجواب
هو رمز للتذلل بين يدي الله تعالى، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بعد الركعة الأولى الكافرون، وبعد الثانية الإخلاص، ثم بعد ذلك يذهب الى الحجر الاسود.
الملتزم بين باب الكعبة والحجر الأسود
مكان تُقال فيه العثرات، ذلك المكان لا ترد فيه أي دعوة ولا حاجة، وتسكب فيه العبرات.
ويستحب ان تحضن الكعبة كأنك تحتضن انسان عزيز عليك. ترفع يديك وتلصق وجهك، تلتصق كالذي فر من نفسه إلى ربه.
ثم يستحب بعد ذلك أن تذهب إلى بئر زمزم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا شرب من زمزم صب جزءاً على رأسه، حتى يتطهر طهارة الظاهر والباطن، ويقصد بشربه طهارة قلبه والسر الذي غسل به قلب النبي صلى الله عليه وسلم، كذلك تنوي تشرب زمزم لعطش يوم القيامة. وكذلك تنوي علما نافعا وقلبا خاشعا ولسانا ذاكرا وعملا متقبلا.
ثم بعد ذلك تذهب إلى الصفا
يبتدئ بالصفا وينتهي بالمروة.
عندما تصعد على جبل الصفا: تعلم أنك ارتقيت مقام الاصطفاء، وهو من شعائر الله شعيرة مقدسة ومن عظّمها شهد الله له بتقوى قلبه، فانظر كيف رقاك الله على شعيرة من شعائر قدسه.
السعي رمز للتردد بين مقام الجمال (الصفا) ومقام الجلال (المروة)، فاذا نزلت الى بطن الوادي هنا السعي “الزيادة في السرعة”، وهو ما بين العلامتين الخضراوتين. ولكن النساء لا يسعين الا بهمتهن وقلوبهن ونياتهن عند ذلك من كان صادقاً في سعي قلبه كان له السبق في الوصول إلى ربه.
ثم ما بين الصفا والمروة:
عندما تصعد على الصفا، معنى ذلك ان الله يريد ان يرفعك مقام الاصطفاء، يريد أن يصفيك ويصافيك ويصطفيك، الاصطفاء: الاستخلاص. أي نقاك الله عن كل شائبة وخادشة ..
تنوي التكفير عن كل خطوة خطوتها لغير الله، في معصية، أو في غفلة (وأتبع السيئة الحسنة تمحها)
اذا انتهى من السعي،
يتحرك الركب الى مِنى. يبيتون ليلة الثامن وليلة التاسع تهيئة للورود على الله في يوم عرفة، فيبيتون النية ويمنون أنفسهم ما الذي سيقابلهم به ربهم تعالى؟
الحاج لا ينام من اجل ان يرتاح، بل يبيت مبيت تقرب وتشوف وتشوق كما يبيت المؤمن في قبره ان كان صالحاً.
يستحب في يوم عرفة:
“لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير” 1000 مرة
سورة الاخلاص 1000 مرة
يدعو دعاء المتذلل المتضرع
ينوي الحاج تجديد الوفاء بالعهد، أنا على العهد ماضي، جئت أجدد العهد بين يديك.
يوم عرفة، يوم تعارف والضمير يعود عليه.. يوم “عرف ربه”..
تعرف عن نفسك “أنا عبدك” فيكون الجواب “أنا ربك”.. اذا اتصفت بالعبودية قابلك بالربوبية.. وأسرى بروحك بسر “سبحان الذي أسرى بعبده..”
لا تطأ أرض عرفة إلا بعبوديتك!! إذا نسب ذاته إليك فقد شرفك غاية التشريف، وكرمك غاية الكرم.
ينفر من عرفة إلى مزدلفة ذاكرا وملبيا رافعا صوته ان كان رجلا
في مزدلفة يستمر في التلبية، ويبيت بها ليلة العيد إلى منتصف الليل عند الشافعية او بعده ولو جزءاً منه ثم بعد ذلك له أن يذهب إلى مِنى.. فمن أراد أن يقضي الليل كله فبها ونعمة..
وفي مزدلفة “المشعر الحرام”، ويستحب فيه ذكر الله عز وجل.. “فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم..” اذكروه احمدوه اشكروه لبوه اشتغلوا به هو المقصود
استمر في الذكر عند المشعر الحرام والتبيه
يؤخر المغرب والعشاء يصليهما قصرا وجمعا، ثم يبيت تلك الليلة، مبيت عبد بات عند ربه.
ما احلى مبيت في مزدلفة بعد عرفة لمن عرفه!
ثم يأخذ من مزدلفة 7 حصيات..فقط لا زيادة عليها يرمي بها الجمرة الكبرى
الاخذ من مزدلفة فيها سر اعانة الله لك على رمي الشيطان من أسرار “وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى”
فإذا التقطت السبع انما تلتقطها على وصف أن الله يعلمك كيف ترمي وباي شي ترمي من خلال من ارسل اليك النبي صلى الله عليه واله وسلم
المطلوب أن ترمي نفسك لا أن ترمي بنفسك
تخرج من مزدلفة إلى منى بعد منتصف الليل عند الشافعية
**ما بين مزدلفة ومِنى وادي يسمى وادي مُحسّر، كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا وصل هذا الوادي اسرع في المشي *هنا قتل اصحاب ابرهة*
ثم يصل إلى مِنى.. عند الفجر أو ما قبله ويرمي جمرة العقبة
جمرة العقبة الكبرى ان استطعت تجاوزها فقد وصلت!!
في يوم العيد ترمي جمرة العقبة الكبرى، تذبح الهدي ثم الاضحية بعد صلاة العيد ثم يحلق رأسه
ثم يذهب إلى مكة لطواف الافاضة او يذهب الى منى فيبيت بها ليالي التشريق
عندما يرمي الجمرات الصغرى:
ينوي أدا الركن أو الواجب، وينوي اتباع النبي صلى الله عليه وسلم
الجمرة الصغرى : رمز الدنيا... الجمرة الوسطى : رمز النفس... الجمرة الكبرى: رمز الشيطان
كل جمرة ترمى بسبع حصيات او احجار لا تزيد ولا تنقص
احجار اصلية كحبة الفول تقريبا..يرميها برفع اليدين ويقول “بسم الله والله اكبر”
عندما يرمي يستحضر رمي النبي صلى الله عليه وسلم ورمي من كان قبله من الانبياء والمرسلين
ينوي كما نووا.. ويزيد على ذلك.. يستشعر انه لا يرمي بنفسه وانما يرمي بربه “وما رميت إذ رميت”
أنا أرمي بك ..فاذا رميت به قال للشيطان “ ان عبادي ليس عليهم سلطان”
الجمرة الصغرى:الدنيا
1- ترمي حب الدنيا من قلبك.. إن صدقت فيها لبغضتها من ساعتك
2- ترمي إيثارها
3- ترمي لعبها
4- ترمي لهوها
5- ترمي زينتها
6- ترمي التفاخر بها
7- ترمي التكاثر بها
الجمرة الوسطى: النفس
1- غيَّها (الفجور)
2- شهواتها
3- مُرادك
4- حِسَّك (عالم الظاهر –المحسوسات)
5- ارمي نفسك من نفسك
6- ارمي كُلَّك وما لا تعلمه ما ليس يخطر على بالك “ونعلم ما توسوس به نفسه”
7- ترمي كونك
الجمرة الكبرى: الشيطان
1- نفخه (الكِبْر)
2- نفثه (الشّعر المبني على الكذب)
3- همزه
4- وسوسته
5- حضوره
6- كيده
7- خطواته
إذا صح رميك وأصبته في مقتل عند ذلك تكون انتصرت على الدنيا والنفس والشيطان ولم يكن للشيطان عليك سلطان
ثم تحلق للرجل والمرأة تقص على قدر رأس الأنملة
آداب الحلق استقبال القبلة ويقول “اللهم هذه ناصيتي بيدك فاجعل لي مع كل شعرة حسنات تامات مقبولات” ويستشعر خروج الشعر استئصال أي أصل من أصول الكفر أو النفاق أو المعصية، استئصالها عن بكرة أبيها.
ثم الذبح الهدي، أو من كان يضحي
ويقصد بذلك أن يذبح جميع ما تبقى من نفسه وشهواته يذبحها ويزيلها
ثم بعد ذلك تبقى أن يبيت بمِنى وتحصل له جميع امنياته التي يريدها وليس له مقصود الا الله سبحانه وتعالى
ليالي مِنى ليالي أكل وشرب وذكر..أي تشرب وتأكل له وتذكره سبحانه وتعالى
وترمي كل جمرة في كل يوم بعد الزوال تأكيداً على عدواتك له وأنك جاد في رميه
طواف الوداع:
فيه سر، معنى ذلك أن يكون آخر عهدك بالبيت.. والمقصود من البيت ربه
تغادر المكان حساً لا معنىً
وتجعل في الوداع إيداعاً..تودع فيه نفسك وقلبك وروحك وكلك
وحاول في الوداع أن تبكي.. كأنك تغادر الموطن الأصلي لفترة معينة ثم ترجع إما حياً وإما ميتاً
فاذا قبضت روحك اعادك الله اليه لأنك ودعته
وعند ذلك يعطيك سر الحج كله في تلك الوديعة
أول ما تأتي تطوف طواف القدوم من أجل أن يضيفك ويكرمك.. ويقدمه لك.. ثم اذا أردت أن تودع لابد أن يودعك بإكرام حتى يخفف عليك الحزن على الفراق فتعيش على الذكرى وتستمر بالذكر حتى تلتقي بالمذكور وانت مشتاق الى لقائه وهو مشتاق الى لقاءك..