السلام عليكم سيدي الشيخ لماذا لايوجد أحد يشعر براحه من هذه الدنيا كل الذين حولي مهمومين لا أجد أحدا ينعم بالراحه والسكينه أو حتى السعاده هل هو من البعد عن الله هل هي الذنوب أم أن الله كتب على هذه الدنيا أن لايكون فيها راحه كما قال الرسول صل الله عليه وسلم لاراحة لمؤمن ترى كيف نكون سعداء ماهي السعاده أم أنه لايوجد سعاده كامله في هذه الحياة هل من الغلط أن نكره الحياةوكيف نستطيع أن نتخلص من مللها سؤالي أيضا أليس عندما يعصي الأنسان يكون الله تعالى هو الذي قد قدر له ذلك وعندمايقوم بالحسنات أليس يكون هو أيضا من قدر له ذلك فهل يستطيع الأنسان أن يرجو الله عزوجل أن يجعله بعيد عن الأخطاء وهل إذا الله أخر الإجابه فياترى ما ذا يكون السبب ؟؟؟وماذا عن الإنسان الذي قد مل من نفسه ومن أخطائه ورفع علم الإستسلام طالبأمن ربه أن يخلصه هو من ذنبه لأن الإنسان لاحول ولاقوة له إلا بالله وأيضا من بعد إذنك هل قضية تلاقي وقرب الأرواح حقيقية بين الأخوان في الله فعندي أخت في الله أشعر نفسي قريبةمن روحها جدا أدعي لها دائما وقبل أن أدعي لنفسي همها هو همي وسعادتها هي سعادتي لكن أنا بالنسبةلهاشيء عادي جدا فهي أكبر مني وعندها غيري من الأحباب مالا يعد ولا يحصى فكيف أستطيع أن أقوي هذه الصله الروحيه أم أنه لايوجد هذا الشيءبين الأخوة من الأصل أرشدوني أثابني وأثابكم الله
حياتي لك يالله
من الذي اخبرك انه لا يوجد سعداء في هذه الدنيا ؟ بل ان التقي لله والمطيع له هو سعيد بهذه الطاعة والحلاوة واللذة التي يجدها في خلوته مع ربه او عند قيام ليل والناس في سبات عميق او في لحظة سجدة صافية تدمع فيها عينه يسبح في ملكوت القرب وعظمة الرب فاللذة التي يجدها تنسيه هموم الدنيا ومنغصاتها لذلك هو لا يرتاح في الدنيا من حيث انها دار الفناء والشهوات ولا يجد الانس الحقيقي الا في كنف ربه ولذلك يترقب حلول الاجل لملاقاة حبيبه كما قال قائلهم غدا نلقى الاحبة محمدا وصحبه
واما مسالة ان الغالب من الناس غير مرتاحين لكونهم انهمكوا في الشهوات المحرمة دون رقيب ولا حياء ظنوا انهم بتلك الشهوات سيتمتعون فيها ولكن هيئات ليست هكذا فوقعوا في المحرمات وان للمعصية ظلمة ووحشة وكيف لا وهم لا يذكرون الله ولا يصلون واذا صلوا لم تحضر قلوبهم ولم تسكن نفوسهم يصلون صورة لا حقيقة واذا سجدوا لم يسجدوا لله حقيقة بل سجدوا بجباههم وقلوبهم منكرة والعياذ بالله
ثم كون المعاصي مقدرة فالله لا يامر بالفحشاء وهذه من حيلة ابليس يدخل بها على قلوب الغافلين من الخلق حتى يبرروا لانفسهم وقوعهم في المعاصي وهيئات فالمعصية باختيار العبد حتى ولو فرضنا انها مقدرة فهل كان يعلم العبد حين او قبيل وقوعه في المعصية ان الله تعالى قد قدر له؟ اطلع الغيب ام اتخذ عند الله عهدا؟ ثم اليس من المفترض اذا وقع العبد في المعصية ان يبادر بالتوبة مسرعا بل اسرع من البرق الخاطف؟
اما مسالة حبك لاخت لك في الله فان كانت خالصة لله فلا باس ولان الارواح جنود مجندة ولكن لا ينبغي للعبد ان يشتاق لاخيه اكثر من شوقه الى الله والى رسوله صلى الله عليه واله وسلم وان لا تخرج تلك المحبة بين الاخوات عن حدود الشرع فيختلط عليه الحب في الله او ميل النفس بشهوة نحو الطرف الاخر وتلك قاصمة الظهر حتى يظن الواحد انه يحب اخاه في الله وهو يعصي ربه بشهوة نفسه حتى اذا جاءه الاجل وانكشف له العمل وراى الجلل عند ذلك يدرك انه كان في خبل ويشرب المر ظانا انه عسل! لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد