السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول الله تعالى (ولو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا ) هل المقصود بالماء هنا سقيا القلب بسبب الاستقامة؟ يستشهد الكثير من العلماء بهذه الايةدون ذكر الآية التي تليها وهي قوله تعالى (لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه نسلكه عذابا صعدا ) ما المقصود بالفتنة هنا ؟ وكيف التوفيق بين الاستقامة مع تجنب الفتنة ؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سؤال طيب بورك فيك اختاه بالنسبة لظاهر الاية ان المقصود بالسقيا هو المطر كما قاله المفسرون والمقصود بالطريقة هي الاسلام والمعنى لوسعنا عليهم في الرزق لان الماء سبب في سعة الرزق واما المعنى الاخر فيمكن ان يكون سقيا القلب لان القلب هو اول جارحة تطيع واول جارحة تعصي والنور اذا نزل تلقاه القلب وبالتالي يكون المعنى على هذا الفهم وان لو استقاموا على الطريقة المرضية بالرضا والتسليم لاسقيناهم من ماء الحياة تحيا به قلوبهم وارواحهم فيتنعمون في الشهود وهو ان تعبد الله كانك تراه وهو المعبر عنه بالاحسان اما الفتنة فتارة تكون في الخير وتارة تكون في الشر لقوله تعالى ” ونبلوكم بالشر والخير فتنة ” الانبياء ومعنى الفتنة اي الاختبار فاذا كانت شرا فشر واذا كانت خيرا فيكون الامر بحيث من اعطي نعمة فتكون فتنته فيها بان ينسبها لنفسه او تشغله عن شكر ربه او يتكبر بها على خلقه عند ذلك تسلب منه والعياذ بالله ” الا في الفتنة سقطوا”وعلى المومن ان يسعى في طريق الاستقامة مع الخوف من عدم الثبات فمن خاف امن وبحيث ان لا يؤدي خوفه الى القنوط من رحمة الله تعالى وعلى الاستقامة هي الخوف لان العبد كلما تقرب الى الله خافه اكثر فكثرة خوفه دلالة على قربه من ربه وهكذا ” انما يخشى الله من عباده العلماء” والله اعلم