أنا سيدة متزوجة منذ عدة سنوات ولم يرزقني الله الذرية إلى الآن. أعمل في إحدى الجهات سويعات قليلة يومياً مع مجموعة من النساء كما التزم بالزى الشرعي. يفرض علىّ زوجي أن أضع راتبي تحت تصرفه ويجبرني على الأنفاق معه على نفقات المعيشة مع العلم أنه ميسور الحال ويستطيع التكفل بالأمر وحده، ومع العلم أنني أنفق على احتياجاتي الشخصية ولا أقصر في واجباتي الزوجية حسبما يعترف هو. المشكلة أنني كلما رفضت إعطاءه مبلغا من المال هددني بترك العمل ويقول لي: لابد أن تدفعي معي لأنني أنا من سمحت لك بالعمل، ويشرع في اختلاق المشكلات. وفي الواقع أريد معرفة رأي الشرع في هذا الأمر مع الأخذ بعين الاعتبار أن طبيعة عمل زوجي تتطلب السفر لأيام عديدة شهرياً، وأنا أعمل حتى لا أبقى حبيسة المنزل وحدي إلى أن يمن علىّ الله بالذرية الصالحة. كما أريد أن أوضح أنني لا أرفض المساهمة معه في النفقات بل أنني أرحب بذلك فالحياة تعاون ومشاركة، إلا أنني أكره عندما أشعر أنه يطلب وينتظر مني الأموال وأشعر أن هذا الأمر يحط من قدره في نظري. فأنا أخجل أنا أطلب منه وهو زوجي وملزم بالإنفاق علىّ، فكيف لا يخجل هو من ذلك؟

اختي الفاضلة ..الحياة الزوجية ليست عبارة عن شركة وفيها موظفون بل الحياة الزوجية هي في الاصل دفء ومحبة وطمانينة وتعاون وسكون وبناء لجيل من الامة لذلك ينبغي عليكما ان تترفعا عن هذه المسالة
ثم نعم من الشرع ان يقوم الزوج بالقوامة عليك والانفاق وسائر الاحتياجات وليس من الواجب ان يلزمك بمساعدته ماديا ولا ينبغي له ان يفرض عليك ذلك فانت حرة في مالك ولك مطلق التصرف فيه ولا يجوز له الاستيلاء عليه
ولكن الاسلام يشجع على التعاون بين الزوجين يعني بوسعك ان تتعاوني مع زوجك على بعض المصاريف وهذا يدل على سعة افقك ورجاحة عقلك وسمو خلقك وكريم طبعك فالزوجة التي لا تتاخر في تقديم المساعدة لزوجها حتى ولو لم يكن محتاجا اليه تكون قد تفوقت عليه خلقا ودخلت في كرام القوم وتزداد محبته لك واحترامه اليك اضافة الى الثواب من الله
ثم اذا كان العمل سيسبب لك الحساسية مع زوجك وانت كما ذكرت انك لم تدخلي مجال العمل الا لوجود الفراغ فان كان كذلك فاتركي العمل واشغلي وقتك بطلب العلم الشرعي مثلا او تحفظي القران الكريم مع بعض الاخوات الفاضلات او شيئا من هذا القبيل