سيدي الحبيب حسين ما حكم الذكر بـ ( هو هو ) ؟ وما معناه ؟ وما دليل جوازه ؟ حفظكم الله ورعاكم

(هو) ضمير للغائب في اللغة العربية والضمائر كلها اسماء فان اشير به الى الله فهو المقصود والمعنى الحاضر في الذهن والغائب عن العين وهو ذكر السر كما قاله ارباب السلوك لانك اذا اردت ان تكتم اسم شخص فانك لا تذكره باسمه بل بضمير يعود عليه ولا يدركه الا من يعرفه قال تعالى ” قل هو الله احد”  وقال تعالى ” هو الله الذي لا اله الا هو ” ولذك استحب اهل السلوك هذا النوع لانه يخفى حتى على الملك ولا يعلمه الا الله فقد قال تعالى ” يعلم السر واخفى” مع كون السر هو في الحقيقة مخفى الا ان الاخفى منه  هو مالا يطلع عليه حتى الملك الموكل بحصر الحسنات والسيئات لذلك يعنون به ان العبد يخاطب قلبه ونفسه فيقول بقلبه : من الذي اعطاك؟ فيجيب اللسان ب: هو ” اي الله ” , من ذا الذي يطعمك ويسقيك؟ فيقول : هو ..  وتلك مما لايعلمه حتى  الملك لان الملك لا يعلم الا مايتلفظه العبد ” مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ” فاذا قال العبد : ” هو” فان الملك يكتب في صحفيته انه قال : ” هو” ولكنه لايدري لم قالها ولمن قالها ؟ وتلك معنى من معاني ” من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي” واشارة لمعنى ” واصطنعتك لنفسي” ربما يسال سائل: فلم لا يقول : الله ؟ فنقول : ذلك ذكر الروح لان الروح من امر الله وهي منه مباشرة ” ونفخت فيه من روحي “ فنسب الفعل اليه واضاف الروح اليه ولذلك الروح تترقى بذكر لفظ الجلالة : الله ونحن امرنا ان نذكر الله وان نذكر اسمه قال تعالى ” واذكر اسم ربك وتبتل اليه تبتيلا” سورة المزمل فماهو اسم ربك ؟ ” الله” وتلك علوم لا يعقلها الا العالمون ولذلك الكثير ممن لا يعرف او لم يشم رائحة المعرفة بالله تعالى يعترض ويشنع ويبدع ويكفر وهو لم يذق معنى من تلك المعاني ولا يستغرب فان الانسان عدو مايجهل “ ولو انهم صبروا حتى تخرج اليهم لكان خيرا لهم ” سورة الحجرات