في ظل تضارب توجيهات أهل العلم في هذا الوقت كيف للعامي أمثالي أن يمييز ما بين العالم صاحب الكفاءة و العلم المسند الموثوق و بين علماء الكتب و أصحاب الجرأة في الفتوى؟

بارك الله فيك اخي ابا احمد

لقد سالت عن عظيم ... لانه لاشك ان المسلم تعتريه عدة اسئلة واشكالات تحتاج الى عقل واسع وفهم دقيق وعلم غزير وتقوى من الله

لان العلم علمين : علم نافع وعلم ضار

اما العلم النافع هو الماخوذ بالسند المتصل من صدور الرجال قبل السطور وهذا العلم ممتزج بالنور ( لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين) وعلامته انه يورث متلقيه الخشية والخوف والشوق الى الله فاذا وجدت تلك الصفات في رجل تتاثر بحاله وفعله قبل قوله .. بحيث اذا جالسته رغبك في الاخرة وزهدك في الدنيا وملا قلبك تواضعا ومحبة ورحمة للمسلمين بحيث تشفق عليهم وتدع لهم ولا تنتقصهم او تصغرهم او تحتقرهم فالزمه فانه الشيخ القدوة وعنده الارث النبوي

اما من كان بعكس ذلك بحيث لا تتاثر بحاله قبل مقاله ولاتزيدك مجالسته خوفا ولاخشية ولاحبا لله ورسوله وعامة المؤمنين وخاصتهم او يزيدك حقدا او حسدا لغيرك فهذا ليس بعلم نافع بل هو ضار وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم اني اعوذ بك من علم لاينفع ...

فعليك ان تحتاط في اختيار من تساله في امور دينك ولذلك قيل: ان هذا العلم دين فانظروا عمن تاخذون دينكم.

واوصيك بان تكثر من هذا الدعاء: اللهم دلني على من يدلني عليك... اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

وفقك الله