السلام عليكم ورحمة الله، اكتب إليكم سيدي الشيخ في مشكلة تكاد تودي بحياتي الزوجية. فأنا شابة في العشرينات من العمر، من بلد عربي وأعيش مغتربة في دولة الإمارات مع زوجي الذي أحببته ووقفت بجانبه حتى تزوجنا بفضل من الله. ومشكلتي الحقيقية تكمن في أن زوجي كان شابا مثل بقية الشباب ولا يكترث كثيرا لأمور دينه ثم، و لله الحمد تغير كثيرا بعد الزواج وأصبح زوجا يٌفتخر به، ويٌشهد له بحسن الخلق والالتزام، ويسمع الكثير من البرامج الدينية إلا أنه كلما سمع حكما من شيخ في أحد القضايا طبقه علينا وعلى حياتنا دون وعي ودراية بطبيعة الظروف المحيطة ظناً منه أنه يتقرب لله. وبدأ الأمر حينما حرم علي مشاهدة التلفاز بعد أن كنا نشاهد كافة الأفلام والمسلسلات ونرتاد السينمات وحاولت نصحه بأن الدين شديد ولايجوز التوغل فيه بعنف إلا أنه لم يسمع لي، فحاولت مجاراته لأني أعلم أن ما يقوله هو الحق ثم حدث ما خفته فقد ارتديت بعد شهر واصبحت أشاهد الأفلام وغيرها بنهم وحرمان مما أدى بي بعد ان كنت أشاهد بجانب الأفلام البرامج والقنوات الدينية أن أنقطع عن كل شئ حق تماما، ونشبت الخلافات. ثم استدرج إلى موضوع آخر وهو اللباس الشرعي للمرأة، فبالرغم من أنني محجبة إلاأنني لا أرتدي العباءة فأصر على ارتداءها، وحاولت يا سيدي ارتدائها لشهور عدة من أجل أن إرضاؤه إلا أنني لم أستطع خاصة وأنني إمرأة عاملة وأسافر مرات عدة إلى وطني، بالإضافة إلى طبيعة الحياة ونمط اللباس المتعارف عليه في بلدي وحرية الحركة، فحاولت إقناعه بالاعتدال في الأمر وأقنعته بأنه بإمكاني ارتداء البنطال الواسع مع قميص واسع طويل يصل إلى الركبة بحيث يمكني من حرية الحركة وعدم التقيد، وطلبت منه عدم الضغط علي والتوغل في الدين برفق لئلا أرتد وأكره ما أنا فيه فتكون ثغرة يدخل منها الشيطان، وأن الدين صالح لكل الأزمنة والظروف، وأنها مجرد خطوة أتهيأ بها لما بعده وهو لبس العباءة في المستقبل إن شاء الله، وخاصة وأن نمط العباءة غير مألوف تماما بالنسبة لي وأنني بالرغم من التزامي الأخلاقي وحسن معاشرتي له قدر الإمكان لست على درجة عالية من الإيمان. إلا انه رفض بشدة وتمسك برأيه وهددني بتدخل الأهل وتفوه بأشياء يصعب على القلب نسيانها، ولم يراع حسن معاشرتي وامتثالي لأوامره حتى تلك اللحظة وضغطي على نفسي وارتدائي العباءة كل تلك الشهور، مما دفعني إلى العند وكراهية العباءة والحزن الشديد، وبعد أن كان البيت تعمه السعادة أصبحت لا أطيق النظر في وجهه أو التحدث إليه، وحدثت نفسي عن الاعتدال في الدين خاصة لمن هم حديثي العهد أمثالنا فلم أجد سوى اللجوء إلى عالم نحسبه على خير ويتسم بالاعتدال للفصل بيننا. مع العلم أنه ليس على القدر الكبير من الالتزام، فأشعر أنه يطبق الدين على وحدي دون مراعاة لاحتياجاتي. فأنا ايضا اريد التقرب لله عزوجل ولكني أتروى وأحاول الاعتدال. كما أريد أن أسالكم ما حكم الشرع في من يهدد إمرأته بالانفصال عنها كلما واجهتهم مشكلة يصعب عليهم حلها.هل هذا من خُلق الإسلام؟ وهل اللباس هو ما يجب على المرء البدء به أم يجب البدء بالأخلاق والمعاملات وحسن النصيحة خاصة مع اقرب الناس إليه، أهل بيته؟ وأين الرفق والرحمة والمودةحينما يحبسني في البيت كلما اختلفنا ويُحرم علي الخروج لأن الله أعطاه هذا الحق، مع العلم أنني أقوم بواجباته كاملة وأحاول قصارى جهدي إرضاؤه إلا أنه لا يرضى ولا يسمع لي. وجزاكم الله خيرا،

اختي الفاضلة ..اولا احمدي الله تعالى ان رزقك زوجا غيورا عليك وغيورا على دينه وملتزما باوامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه واله وسلم
نعم ربما يكون زوجك لم ياخذ باللاولويات في التدرج لاخذ توجيهات هذا الدين العميق والسهل في نفس الوقت وكان بالامكان ان ياخذ الامر بحزم مع لين ولكونه اخذ التعليمات من عدة مصادر  ومن عدة مشايخ فمنهم المتشدد ومنهم الضابط ولا نقول ان شاء الله المتساهل لانه لا تساهل في الدين بما تضييع التوجيهات الشرعية
ولذلك ارى ان حالتك لها حلان احدهما ان يفهم زوجك اخذ الامور بوسطية معتدلة وبالتدريج وذلك عن طريق شيخ عالم مخلص متخصص فان استجاب لذلك فخير وبركة  وان لم يستجب زوجك فالحالة الثانية عليك انت بان تاخذي بما يريد بل بما يريده لك الشرع والذي وضع هذا الحجاب الشرعي لصونك وحمايتك والمحافظة عليك وليس للتضييق عليك او اعاقة حرتك بل هناك الكثيرات جدا من النساء والفتيات المحجبات الحجاب الشرعي وهن يمارسن حياتهن بكل اريحية وسهولة بل وثقة وفرضت احترامها على المجتمع التي تعيش فيه بل حتى في دول الغرب فالامر بيدك في هذه الحالة حتى لا تضطري الى الانفصال عن هذا الزوج والذي احسبه زوجا مؤمنا غيورا وليس ديوثا مثل غيره والعياذ بالله تعالى