السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي في الله رجاءا أن تتقبل سؤالي بسعة صدر لأني فقط أقصد أن أفهم ولا أقصد الإساءةلأحد بصراحة أنا تائهة ماهو الصحيح وما هو الباطل؟ البعض يقول أن الصوفية خطأ وأنها شرك والعياذ بالله وأن الأذكار التي توجد في كتبهم من صيغ مختلفة للصلاة علي سيدنا محمد لقراءة سور معينة بأعداد معينةماهي إلا بدع وما أنزل الله بها من سلطان وإن هي إلا استحداثات لم تكن علي عهد سيدنا محمد رسول الله وفي نفس الوقت أجد الكثير من المتصوفة قد من الله عليهم بكرامات يحكونها ولا أعتقد أنهم كاذبين ولكن هل من الصحيح أن يكون للمرء شيخ ومما سمعته أنهم يقبلون قدم شيخهم ، هل هذا يجوز ولماذا يطلب المدد من أصحاب الولياء أليسوا بموتي وما معني كلمة مدد ؟ الإستعانة بخلق ؟ ألا يعد هذا شرك بالله برجاء التوضيح وشكرا لسعة الصدر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وعليكم السلام ورحمة الله
اختي اعلمي ان الكثير من الناس للاسف لا يعرفون ماهو التصوف ؟ فقط يسمعون عنهم او يقراون من غيرهم عنهم وكل ذلك لا ينبغي فالحكم على الشي فرع عن تصوره فالتصوف الذي في ذهن الناس هو طبول فقط او رقص او اختلاط او طواف حول القبور او شعوذة او ادعاء الاحوال والمقامات او سقوط التكاليف او الحلول والاتحاد وكل ذلك زور واتهام والتصوف بري من كل ذلك بل التصوف علم بالكتاب والسنة وعمل بهما مع الاخلاص والزهد والورع والخوف والشوق الى الله ورسوله وحقيقة التوكل والدعوة الى الله ومحاسبة النفس وتزكيتها وتنوير القلب وكثرة الذكر وقيام الليل وغيه فهذا هو التصوف الحقيقي بل هو الاسلام نعم هناك من ينسب نفسه الى التصوف ويعمل خلاف ذلك فالتصوف منه براء ولذلك يحرم على الواحد ان يحكم على الكل بفعل الشواذ ولذلك اثنى على الصوفية ابن تيمية في رسالته : الصوفية والفقراء وغيره بل قال عنهم انهم صديقي هذه الامة كما في فتاواه والسبب في تشوههم هو دخول الكثير من ادعياء التصوف فادخلوا فيه ماليس منه فضلوا واضلوا ولاحول ولاقوة الا بالله وسبب اخر هو ان الكثير من كتب الصوفية قد دخلت اليها ايدي العابثين من الحساد فحرفوها وادخلوا فيها من الكفر والعياذ بالله والتصوف بري منهم كما في كتب الامام الشعراني وغيره حتى ان الشعراني قد ذكر ان كتبه قد حرف بعضها كماذكر ذلك في مقدمة كتابه تنبيه المغترين اما من يقول انهم اخترعوا ادعية ... فهذا جهل محض فالله تعالى امرنا ان ندعوه باي صيغة او شكل بشروطه ولم يحدد لنا كيفيته فقال ( ادعوني استجب لكم ) لذلك نرى كثيرا من الصحابة قد دعوا بدعوات لم يقلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر ذلك ولم يقل لهم لم تقولون شيئا لم اقله؟ وانظري كتاب مجمع الزوائد للحافظ ابن حجر في باب ادعية الصحابة فاي ذكر او ورد يحتوي على عموم ذكر الله تعاى او الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكر الا بدليل ولا دليل ... اما الاستغاثة فهي في معنى التوسل والتوسل مشروع بفعل الصحابةكحديث عثمان بن حنيف حيث ان النبي علم الاعمى دعاء التوسل وهو : اللهم اني اتوجه اليك بنبيك محمد نبي الرحمة يامحمد اني اتوجه بك الى ربي في حاجتي لتقضى لي اللهم فشفعه في.. رواه احمد والترمذي وابن خزيمة وماجة والحاكم والبيهقي ولم يقل له ادع به فقط في حال حياتي لانه لايجوز تاخير البيان عن وقت الحاجة كما هو مقرر في علم الاصول ...و كعمر حينما توسل بالعباس ولا يقال ان هذا للحي بل فعل عمر التوسل بالعباس يدل على ان التوسل بغير النبي جائز لا على ان الميت لا يتوسل به لانه لا فرق بين الحي والميت في طلب المغفرة مثلا فما الفرق ان يقول القاءئل : اللهم بمحمد اغفر لي ..سواء كان حيا او ميتا وهل اذا مات النبي لم يكن نبيا بعد موته؟؟؟ فالمدد هو طلب الدعاء من النبي لانه حي في قبره تعرض عيه اعمالنا ويستغفر لنا كما في حديث عرض الاعمال وهو صحيح عند البزار ويمكن للحي ان ينتفع بعمل الميت مثل تخفيف الصلوات من خمسين صلاة الى خمس صلوات وذلك بسبب موسى عليه السلام حيث قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : سل ربك التخفيف فان امتك لا تطيق!!! وخلاصة القول من اعتقد ان الحي او الميت ينفع او يضر من دون الله فهو كافر ومن اعتقد ان الحي او الميت ينفع او يضر بامر الله فهو ليس بكافر وهذا باختصار شديد جدا والله اعلم