ماالذي يحدث للعالم ؟ ( رسالة من روحك 1 )

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله واهب العطايا ، ودافع البلايا ، وغافر الخطايا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد خير البرايا ، واعظم من صفى الطوايا ودعا امته لتحسين النوايا وعلى اله وصحبه اولي الغزو والسرايا

اما بعد ،،
ما الذي يحصل للعالم؟ سؤال يدور في ذهني وانا متاكد انه يدور في اذهانكم بل اذهان الناس مسلمين كانوا او كفارا
قبل ان اجيب على السؤال دعوني ارجع بذاكرتي الى الوراء واقصد بكلامي الى الوراء اي الى حقيقة الوجود ؟
متى وجد العالم ؟
العالم الذي نعيش فيه هو نتاج الصراع الابليسي لابينا آدم عليه الصلاة والسلام وعلى سائر الانبياء والمرسلين وكل مقدر بقدر الله تعالى ، ابونا آدم ظهرت فيه الارادة الربانية لان يحمل هذا المخلوق العجيب سرين من اسرار الله تعالى
اما السر الاول فهو سر النفخة الالهية والاعجوبة الربانية والدقيقة الملكوتية التي عجزت كل العقول والنقول عن وصف دقيقة من دقائقها وحالة من احوالها
نقلت تلك الاعجوبة من الحق تبارك وتعالى الى جسد ابي الخلائق ورجل العالم الاول فولجت تلك الروح وتغلغلت في جزيئات جسده كله واختلطت به اختلاط الماء بالعود الاخضر
فابصر وسمع وشاهد ونطق ذلك المخلوق بسر تلك النفخة
اسمع واقرا وتدبر قوله تعالى ” ونفخت فيه من روحي”
حقا لك ان تتعجب ايها الانسان ! لان النافخ هو الله تعالى ، والروح هي من الله تعالى وجسدك خلق بيد الله تعالى
جاءتك الروح من الموطن الاصلى من فوق ..وسكنت في جسدك السفلي المخلوق من الطين الى اسفل
فجمع الله الضدين في قالب واحد
فانت مكون من العالمين العالم العلوي والعالم السفلي
كل منا يشتاق الى وطنه وما ان يسمع حاديا او متحدثا عن وطنه الا واغدودقت مآقي العين بالدموع الساخنة فتتحدر على جنبات الخدين من شدة الشوق الى الوطن
روحك جاءتك من موطنها الاصلي من الله !
فكلما ذكر عندها الله ..تحركت وتمايلت وترنمت واهتزت طربا لتلك الذكرى
تود تلك الروح ان تنطلق وتغادر الى الوطن الغالي اليها ، ولكنها لا تستطيع لحبسها في جسدك الطيني السفلي
ايها العبد
ان روحك عطشى لموطنها ، وان عطشها لا يروى الا باللقاء
ولا تظنن ان الروح لا ترتقي الا بالموت والذي هو مفارقة الروح الجسد
بل ان روحك المركبة فيك قد هيات للانطلاق الى العوالم والتي لا تعرفها انت بل هي تعرف الطريق اليها ولكن ..
هل تعرف روحك؟
هل تعلم موضعها من جسدك؟
هل سمعت انينها وحنينها؟
اسمع الى وصف حنين الروح ولكن من نوع آخر ربما انت لا تعرف عنه شيئا والمشبه بالعصفور الصغير المحبوس في القفص..
اما تنظر الطير المقفص يافتى && اذا ذكر الاوطان حن الى المغنى
يفرج بالتغريد ما بفؤاده && فتضرب الاعضاء في الحس والمعنى
ويرقص في الاقفاص شوقا الى اللقا && فتهتز ارباب العقول اذا غنى
كذلك ارواح المحبين يافتى && تهزها الاشواق للعالم الاسنى
نعم ان للروح لحنينا الى الله ..نعم ..الله
هل تعرف الله ؟
انه خاقلك !! واهبك !! رازقك !! وهبك الغالي والنفيس!!
الله منشئك من العدم
خلقك بيده ونفخ فيك من روحه وارسل اليك احب خلقه صلى الله تعالى وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه
ايها العبد !!
دعني ان ارسل اليك رسالة من روحك تقول لك بلسان حالها فاستمع الى حديثها:
يافلان يافلان” تناديك باسمك ولكنك لا تسمع”
هل تعرفني؟ ..انا ساكنة في جسدك؟
انا النورانية اللطيفة من روح الله ربك!!
انا المطيبة الصافية الزكية النقية
غذيت جسدك ونسيتني؟
عطرتك جسدك ولوثتني؟
سترت جسدك وعريتني؟
ارويت ظمأ جسدك واظميتني؟
ارحت جسدك واتعبتني؟
رميت جسدك في الشهوات وقتلتني؟
لمَ ؟ لمَ فعلتَ ذلك؟
المْ تعلم انني احب الله وانا منه؟
لمَ لم تغذني بذكر ربي؟
لمَ لمْ تحضرني مجالس النور والخير حتى اتقرب من ربي؟
لمَ اقحمتني معاصيك وظلمات الغفلة وانا حبيسة هذا البعد؟
ماذنبي انا؟
ماجزائي انا؟ اهكذا تقابل نعمة الله عليك؟ اهكذا تنزل بي الى الحضيض؟ اهكذا يعمل العبد بسيده؟
لا ..
توقف ارجوك!!
انا لمْ اُخلَقْ للعبث ولاللغفلات ولا للملاهي ولا للبعد والفسوق
انا نورانية احب النور
انا صافية احب الصفاء
انا طاهرة احب الطهارة
انا قدسية احب النقاء
ارجوك اهتم بي ..
ارجوك اصغ الي
ارجوك لا تفقدني
قبل ان اخرج من جسدك وداعا في عالم الدنيا بلا رجعة..
المرسل
روحك
” نكمل ان شاء الله تعالى الجزء الثاني “