بسم الله و سلام على رسوله و آل بيته الأطهار شيخي الكريم .. لعل طلبت من حضرتك الجلوس للحديث معك ولكن لم تسنح الفرصة. و قرأت على الموقع بأن مشكلتي لها حل, فخممت بأن أطرحها على حضرنكم مشكلتي هي التخبط و التفاوت في الأعمال و السلوك و لا أعرف لنفسي حالا فمرة أجدني في صلاة و قراءة قرآن و مراحعته .. وأخرى فيما يغضب الله بعيدا عن صراطه. لا أستطيع كبح جماح نفسي, فكلما تبت من ذنب فعلت آخر أعظم أو عدت إلى الذنب. أنا أمر في مرحلة فيها جل طاعتي و جل معصيتي, لدي العزم على الطاعة و القيام و مراجعة القرآن و قد وفقني الله لحفظه و لست أهلا لهذا و لا أجد نفسي خائفة من الذنب بل متبعة شهوتها.. و لا تشعر بعظم ما تفعل إلا بعد أن تفعل فما تلبث أن تتوب إلا و هي تعود. كنت ملازم على صلاة القيام عندك في رمضان, وكنت أرى هذه القلوب الخاشعة و الأعين الدامعة وأنا أقول لو أن أحدا يجب أن يدمع مما اقترف لكنت أحق من في المسجد !! فماذا أفعل ؟

اخي الفاضل بداية ارجو ان تسامحني لكوني لم اجد الفرصة للجلوس معك
واما مشكلتك فهي ان نفسك مسيطرة عليك وسمنت بسبب تغذيتها بالمعاصي حررك الله من المعاصي والذنوب
والحل ان شاء الله تعالى اولا الاستعانه بالله تعالى  والالحاح عليه بالدعاء والبكاء والتضرع في جوف الليل مستشعرا انك على خطر عظيم
ثانيا تحتاج الى من يصاحبك في اصلاح نفسك كشيخ او اخ صالح تقي يعينك على تهذيب نفسك
ثالثا وهي الخطوة المهمة وهي انك تحتاج الى تاديب نفسك ومعاقبتها فلا تكتفي بالتوبة فقط بل عاقب نفسك وادبها كيف؟
هناك عدة امور في عقوبة نفسك مثلا تنظر ماهي احب الاشياء اليها من المباحات فان كان المال فاتخذ قرارا مع نفسك انها في حالة وقعت في معصية مرة اخرى فانك ستخرج صدقة كبيرة وقم بتنفيذ هذا القرار متحدا نفسك وحبها للمال فان عادت للمعصية فعد بصدقة اكبر من الاولى فلو ثبت على ذلك لجاءت اليك نفسك مرغمة صغيرة بين يديك
او تعاقبها بالصوم وقلة الاكل حتى تتادب بذلك
او تعاقبها بالزامها ورد معين من الاذكار باعداد كبيرة او قراءة خمس اجزاء من القران مثلا يوميا بحيث تمنعها المنام  وهكذا
وعموما الامر يحتاج منك الى عزم وجد وقوة واصرار وثبات وتنفيذ العقوبات على نفسك حتى تخضع وتركع لله لا لنفسك التي ستهوي بك الى الهاوية والعياذ بالله تعالى
فان استمر الحال فانظر فلعل في مالك شي من الحرام من ربا او ظلم او شي من هذا ففتش عن مالك ومصدر رزقك وتحرى الحلال فان للحلال اثرا في طاعة الجوارح
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها