كيف يمكن للمرء أن يرتقي في سيره إلى الله إذا كان كلما يمضي في طريقه يفتر ثم يذنب ثم يعود لما بدءبه وهكذا وكانه يدور حول نفسه فمتى سيقطع المراحل ويسير ؟ بعد فترة كأنه يشعر بنفسه أن همة إقباله على الله قد فترت أو تتوطن نفسه أن هذا حدودي في رقيي مع الله . سمعت في أحد دروسكم الراااائعة التي لا نفوت حضورها لكم عن بعد قولكم:(السير إلى الله يحتاج إلى جهد ومن أعظم مايسهل عليك التفتيش عن الخلل) إذا احترت عن الخلل الحقيقي الذي بعوقني لكثرته وتلاحقه فكلما قلت إنتهينا من هذه العلة تلحقهاأخرى فهل يحق لي سؤال شيخي عن علتي ليرشدني؟

بارك الله فيكم
الترقي في سلم الوصول الى الله هو غاية المطالب واسنى الرغائب واليه تضرب اكباد الابل ومن اجله تنفق نفائس الاعمار والجواهر وكل الغوالي ولاشك ان الانسان مهما كان سيره فلابد من ان يتعثر او يتاخر ولكن لابد من اصلاح الخلل واقالة العثرة حتى يواصل سيره
ليس من المهم متى سيصل العبد وانما المهم ان لايتوقف ولا يياس ولا يتعب  ولا تقولي هذه حدودي في الترقي بل انطلقي بكل امكانياتك ولا تستمعي لخواطر الشيطان لبث الاحباط في نفسك والشعور بالياس وعدم التوفيق
كما قال قائلهم : لاتقل قد ذهبت اربابه ..كل من سار على الدرب وصل
مثال السائر مثال من يسير بسيارته قاصدا مكانا معينا فهو قد فحص مركبته جيدا وظن انها سليمة وصالحة للسفر وبالفعل ابتدا الرحله ولكنه فوجي بعطل فيها قد ظهر او ان اطار السيارة قد تلف او ان كمية الوقود قد نفذت وهنا لابد ان يوقف السيارة فيصلحها او يغير الاطار او يمدها بالوقود ثم تعود لاكمال رحلتها ولابد من الوصول في النهاية ان شاء الله فمن خاف ادلج ومن ادلج بلغ المنزل
ويمكن للسائر ان يسال شيخه عن علته او مرضه ولا باس بذلك ان اعياه الامر وان كان الافضل ان يتحسس السائر عن نفسه بنفسه اذ هو ادرى بها جيدا  والشيخ يعطيه الدواء وللو لم يدرك ان هذه الوصفة هي العلاج  وفقك الله تعالى واخذ بيدك الى اعلى الدرجات