ادارة الوقت ” خطبة مكتوبة”

إدارة الوقت

الحمدلله الذي يحسن إليه الفرار .. ويرتجي مغفرته عبده الغارق في ذنوبه المحتار .. أحمده حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه..بيده القرار في الدنيا ويوم الفرار إليه..وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. واحد في ذاته وواحد في صفاته وواحد في افعاله.. متفرد بالخلق وبالايجاد..(( يَعْلَمُ خَآئِنَةَ ٱلأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي ٱلصُّدُورُ((.. يعلم ما يحدث وسط القبور.. واليه مصيركم يوم البعث والنشور.. أحمده حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. شهادة يأتي قائلها آمناً يوم القيامة.. شهادة يأتي قائلها منور الوجه يوم الطامة.. شهادة يأتي قائلها مرفوعاً رأسه يوم الوقوف بين يديه..وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وإمامنا وقدوتنا محمداً عبد الله ورسوله.. وصفيه من خلقه وحبيبه..نشهد أنه قد بلغ الرسالة فأحسن تبليغها..وأدى الامانة فأحسن أداءها .. وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك..اللهم فصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار الأبرار وعلينا ومعهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين..وسلم تسليما كثيرا..ثم أما بعد..فيا أيها العباد فإني أوصيكم ونفسي الخاطئة المذنبة بتقوى الله.. يا عباد الله عندما نرى ونقرأ القرآن الكريم.. نرى أن الله - تبارك وتعالى - أقسم بعدة مخلوقات من خلقه.. فتارة يقسم بالشمس وضحاها.. وتارة يقسم بالضحى.. وتارة يقسم بالليل اذا سجى.. وتارة يقسم بالعمر وهو أعظم ما أقسم الله به - تبارك وتعالى - .. قال الله - عز وجل - : ((وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ*إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ))..ولذلكم فإن العمر الذي أقسم الله به.. والزمن الذي أقسم الله به.. بل أن الله أقسم بعمر النبي - صلى الله عليه وسلم -فقال: ((لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ)) ..فأقسم الله بالزمن الذي تعيشون فيه..وأقسم بعمر النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم -.. يا عباد الله إن أغلى ما تملكونه..إن أغلى ما ملككم الله إياه .. وهو العمر الذي أعطاكم إياه - جل جلاله وتعالى في علاه -..فأعدوا العدة لهذا العمر الذي أعطاكم الله إياه .. فإن كل نفس تتنفسونه لا يرجع إلى يوم القيامة..

دقات قلب المرء قائلة له.. إن الحياة دقائق وثوانِ..

ولذلكم يا عباد الله..لم جعل للقلب نبضات؟..لم جعل الله للقلب نبضات ؟ حتى تعرف قيمة النبضة التي ينبضها قلبك في صدرك..ليست عبثا..كان من الممكن أن الله يخلقنا بلا قلوب تنبض..أو بلا إحساس بها..ولكن هناك إشارة..لمن يفهم الإشارة..ولمن تكفيه عن فصيح العبارة..أن يعلم أن نبضات القلب محسوبة عند الله - عز وجل -..وكل عبد وكل مخلوق محصورة نبضات قلبه..فإذا بدأ العد التنازلي..وبدأ وقت رحيلك..ودنا أجلك..فإن النبضات تقل ..فيبدأ بالعداد التنازلي كما يقال..10..9..8..7..6..5..4..3..2..1..ثم تموت..ووالله لو أنك أنفقت كل ما عندك..وطلبت نفساً من أنفاس المخلوقات و الموجودات في الأرض أو في السماوات.. فإنك لا تجد نفسا واحدا .. ( فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ)..ولا يستأخرون..ولذلكم يا أيها العباد..من أجل أن نعلم قيمة الزمن والوقت والعمر..خلق الله لنا ليلاً ونهارا..وشمساً وقمرا..وصبحاً وفجرا..وشروقاً وغروبا..حتى تعلم أن هناك كون يمشي فوقك..وحتى تعلم أن الكواكب تسير فوقك .. وحتى تعلم أن النهار لا يدوم..وأن الشمس لا تدوم مشرقة..وكذلك الليل لا يدوم..وسواد الظلمة لا تدوم..فإن بعد سوادها إشراقٌ وفجر..ولذلك حتى يعلم الإنسان..بمرور الأيام والأعوام..وبدخول الشمس وبشروق الشمس وغروبها..يعلم أن ذلك مخصومٌ من عمره..ولذلكم..عمرك..في سن الأربعين وفي سن الستين.. له شأن عند الله - عز وجل -..جاء في الحديث..أن كل يوم هناك ملك ينادي..يا أبناء الاربعين..أي يا من بلغتم الأربعين من العمر..يا أبناء الأربعين..أنتم زرعٌ دنا حصاده..أنتم زرعٌ دنا حصاده..يعني يمكن أن تقطف نبتتك وتقلع من الأرض..وتقبض روحك..يا أبناء الأربعين كل ليلة..ينادي ملك من الملائكة يا أبناء الأربعين..أنتم زرعٌ دنا حصاده..أنتم زرعٌ دنا حصاده..لذلك كان السلف..إذا بلغ الواحد منهم الأربعين..فإنه يطوي فراشه..أي يقلل ساعات النوم..لا نوم..الإنسان عندما يقترب سفره يستعد للسفر..يجهز أغراضه..يشتري أغراضه واحتياجاته التي يحتاج إليها في السفر..حتى لا يفاجأ بأنه ربما يحتاج إلى شيء بسيط..ربما يشتري كل شيء وينسى مقلمة الأظافر..وربما يبحث هنا وهناك هذا لمن يهمه أمر أظافره..لمن يهمه الأمر..ولذلك فإنه ربما يحتاج ويذهب من أجل شيء واحد..ولذلك كانوا إذا بلغ الواحد منهم الأربعين..فإنه يطوي فراشه ويستعد للقاء الله - تبارك وتعالى -..وأما سن الأربعين.. يقول العلماء..من بلغ الاربعين ولم يغلب خيره شره فلا خير فيه.. ولم يغلب خيره شره يعني سيئاته أكثر من حسناته فلا خير فيه..لأن الأربعين يعتبر فيصل..يعتبر فيصل منتصف العمر تقريباً..ولذلك إذا كنت في منتصف عمرك لست مقبلاً على الله فمتى؟..فأما إذا بلغ الستين..اسمع إلى هذا الحديث..الذي رواه الإمام أحمد في مسنده..يقول - صلى الله عليه وسلم -: (من عمّره الله إلى ستين سنة فقد أعذر إليه العمر)..ما معنى هذا الكلام؟..معناه:إذا أطال الله عمرك حتى بلغت الستين..فلا عذر لك..لا عذر لك..لا عذر لك تقدمه بحيث أنك تستسمح من الله - عز وجل -..بأنك لم تعمل كذا وكذا وكذا..ولذلك عاب الله - عز وجل - ولام قوماً من الكفار وغيرهم..أنهم اشتكوا الى الله - عز وجل - أنهم لم يجدوا فرصة للإقبال على الله..فقال:( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ)..النذير يقول العلماء..على ثلاثة أقوال..قول يقول أن النذير هو النبي - صلى الله عليه وسلم - ..وقول آخر..هو القرآن الكريم..يقول الله - عز وجل - (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ) وقول ثالث..وهو ظهور الشيب في شعرك..ظهور الشيب في شعرك فهذا النذير..كان بعض السلف إذا رأى شعرة بيضاء في لحيته أو في شعر رأسه..يقول هذا نذير من النذر الأولى.. ((أَزِفَتْ الْآزِفَةُ*لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَة))..نسأل الله - عز وجل - أن يجعلنا وإياكم من الذين استعدوا للقاء الله - تبارك وتعالى -..يا عباد الله..فلذلك عمرك هذا..هو مستقبلك يوم القيامة.. ولذلك جعل الله - عز وجل - هذا الزمن الذي لا يمكن أن يتوقف ولا لحظة واحدة..لا يمكن أن يتوقف إلا إذا متّ أنت..فإن زمن الإنسان وعمره..تتوقف عليه سعادة أبدية في الدنيا والآخرة..ولذلك..كل واحد منا سيُسأل عن أربعة أسئلة..يقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم -:لن تزولا أي على الصراط مستحيل أن تجوز الصراط حتى تُسأل عن أربعة..(لن تزولا قدما عبد..حتى يسأل عن أربع..عن عمره فيما أفناه..وعن شبابه فيما أبلاه..وعن علمه ماذا عمل به..وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه)..ماذا تلاحظون يا جماعة الخير من هذا الحديث؟..نلاحظ الآتي..أن كل واحد من هذه الثلاثة..كل واحدة من تلك..يسأل عنها مرة واحدة..إلا نوع واحد يسأل عنه مرتين وهو المال..المال..من أين اكتسبته..وأين أنفقته..أين أنفقته..ولذلك..يقول العلماء..من تيسرت أموره الدنيوية وتعسرت عليه أموره الأخروية فهو من المستدرجين.. من تيسرت له أموره الدنيوية وتعسرت عليه أموره الأخروية فهو من المستدرجين..أي أن..أنت في الدنيا أمورك الدنيوية بسرعة تُنجز..وظيفة على طول تجد وظيفة..وربما تترقى في عملك بسرعة..وربما تدخل في الأسهم فتزداد أرصدتك..ربما تعمل هنا وهنا..وربما تزداد ثرواتك بسرعة..هذا مؤشر..في علامة استفهام..انظر إلى المقابل إلى أمورك الأخروية..هل أنت كثير الصدقات؟.فإذا كثرت أموالك وقلت صدقاتك..انتبه..إشارة حمراء..احذر.. وإذا تعسرت أمورك الاخروية .. كيف؟ مثلا كلما يريد أن يعمل عمرة يأتيه ظرف طارئ..عمل..اجتماع..مرضت زوجته..مرض ابنه..هو مرض..نوى يقول إن شاء الله سأذهب إلى الحج في نهاية العام..يخطط فإذا به يُفاجأ..بأمر طارئ يطرأ عليه..يتاخر عن الحج..ثم يقول سأنفق صدقة فإذا جاء وقتها ينسى..أو يصاب بأمر تؤخذ أمواله..بينما أموره الدنيوية ميسرة..والأمور الأخروية متعسرة..قال العلماء فهذا مستدرج..هذا مستدرج..ولذلك يقول العلماء إذا رأيت الله يعطيك من الخير والرزق وأنت تعصيه فاحذر..فإن هي قاصمة الظهر والعياذ بالله - عز وجل -..ومن تيسرت أموره الدنيوية وأموره الاخروية فهو من أصحاب اليمين..أي من جملة المؤمنين.. ومن تعسرت أموره الدنيوية وتيسرت أموره الأخروية فهو من ورثة النبيين..بعض الناس – سبحان الله – أمور الدنيا..لا تتيسر له..الوظيفة لا تتيسر له كما يريد..ربما يدرس في جامعات راقية ثم بعد ذلك..يعمل الوظيفة في غير المجال الذي درس فيه..كما يقال صفر على الشمال..هذا العمل في وادي..والدراسة والشهادات في وادي آخر..وربما يحاول أن يعمل هنا وهنا وهنا..يدخل في صفقة تجارية يخسر..يدخل في أي من الأمور الدنيوية لا يوفق فيها..لكن يوفق في أمور الآخرة..محافظ على صلواته..زوجته امرأة طيبة محجبة..بناته..أولاده حفظة للقرآن مثلا..فاعلم أنك من ورثة النبيين فلا تحزن..فإن الله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب..وأما الآخرة فإنه لا يعطيها إلا لمن يحب.. فاللهم أعطنا الدنيا والآخرة بما تحب وترضى..يا أكرم الأكرمين ويا أرحمن الراحمين..فإن الدنيا يعطيها الله لمن يحب ولمن لا يحب..واما الآخرة فإنه لا يعطيها إلا لمن يحب..فانظر أخي المسلم إذا كانت أمورك الدنيوية معسرة .. وظيفة أو غيره أو غيره أو غيره.. فلا تحزن..فإذا كنت محافظ على صلاتك فاحمدالله..إذا كنت محافظا على بصرك عن الحرام فاحمد الله..إذا كنت لا تجد ما لذ وطاب من الطعام إلا أنك تحمد الله فاحمد الله..إذا كانت وظيفتك بسيطة او بيتك غرفة وصالة..الناس يشتكون من ارتفاع الإيجارات..ولم يصل لك الأمر إلا أن تستأجر غرفة وصالة مثلا..أو غرفة مثلا و- تكرمون- دورة مياه فاحمد الله - عز وجل -..فاحمدالله - عز وجل -..إذا كنت أعطاك الله زوجة طيبة خاشعة تعينك على طاعة الله..وإلا فما فائدة..تسكن في قصر كبير او بيت عظيم..ولكن زوجتك لا تصلي..زوجتك تخرج متبرجة أو شبه متبرجة او شبه عارية..ما فائدة كثرة الاموال وسعة البيوت والديار والقوة والصحة واولادك غارقون في المخدرات..ما فائدة تلك الأموال؟..لكن إذا كنت من أصحاب الدخل المحدود أو أقل..إلا أن الله أعطاك زوجة صالحة..او أعطاك الله أولادا وبناتا صالحين أو صالحات..فإن الله يحبك..فإن الله يريد لك الخير فلا تحزن..وأما الصنف الأخير..وهو الذي..لم تتيسر له لا أمور الدنيا ولا الأخيرة فهو من الممقوتين والعياذ بالله..خسر الدنيا والآخرة..نعوذ بالله من هذا الأمر..فاللهم إنا نسألك بركة في الأعمار..وبركة في الأرزاق..وبركة في الأولاد..وبركة في البنات..وبركة في الأزواج..وبركة في الزوجات..وبركة في حياتنا..وبركة في مماتنا..وبركة يوم بعثنا ونشورنا..آمين اللهم آمين..آمين اللهم آمين..ولذلكم..يا أيها العباد..كلنا يشتكي من سرعة مضيّ الاوقات والأعمار..وكلنا..منكم من يعلم او لا يعلم..شهر رمضان سيأتيكم بعد 3 اشهر..أسال الله - عز وجل - ان يمد لنا ولكم بالأعمار..حتى يدخل علينا شهر رمضان..ونحن في تمام صحة وعافية وسعادة في الدنيا والآخرة بمحض كرمه وجوده..وأن يديم الامن والأمان على هذه البلاد خاصة..و على سائر بلاد المسلمين عامة..إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين. .ما أسرع الايام..وما أسرع الأعوام..رمضان..سيقدم عليكم بعد 3 أشهر؟..سبحان الله..فكل ذلك من عمرك..كل ذلك من عمرك..(( وَتَرَى ٱلْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ))..لا تظنن أن الجبال ثابتة بل هي تمشي ولكنك لا تحس بها..كما أن الأرض تدور ولكنك لا تحس بها..فكل شيء في الكون له دوران..ولذلك..من استعد..لهذا العمر ونصب لنفسه إدارة لوقته وإدارة لعمره وإدارة لأولاده فإنه سينجح في الدنيا والآخرة..أسأل الله - عز وجل - أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه..يقول الله - تبارك وتعالى - ((تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ))..أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم..فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم..

إن الحمدلله..نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه..ونؤمن به ونتوكل عليه ونثني عليه الخير كله..أحمده حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه..وأشهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له..وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله.. .. وصفيه من خلقه وحبيبه..أشهد أنه قد بلغ الرسالة فأحسن تبليغها..وأدى الامانة فأحسن أداءها .. وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.. اللهم فصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار الأبرار وعلينا ومعهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين..وسلم تسليما كثيرا.. ثم أما بعد..فيا أيها العباد فإني أوصيكم ونفسي الخاطئة المذنبة بتقوى الله.. عباد الله..هل تريد أن تكون من الذين يستفيدون من وقتهم أم لا يستفيدون؟.. أسألكم سؤالاً جميعاً..بعد صلاة الجمعة..ما هو برنامجك؟هل أنت مخطط لنفسك برنامجا بعد أن تؤدي صلاة الجمعة؟فإن كنت من الذين يخططون برنامجا معينا..بعد صلاة الجمعة..الوقت الفلاني وقت الغذاء مثلا..الوقت الفلاني زيارة الأرحام والأقارب..الوقت الفلاني محافظة على الصلاة في المسجد..صلاة العصر..الوقت الفلاني سأقرأ شيئا من القرآن..الوقت الفلاني سأجتمع مع أسرتي وأولادي..الوقت الفلاني سأذهب إلى كذا وكذا..الوقت الفلاني سأنام..أنت بهذا الأمر تكون من الذين استفادوا من عمرهم..وأما إن لم تكن مبرمجا نفسك إن صح التعبير..ولم تضع لنفسك خطة..مافي في بالي شي..ماذا عندك بعد الصلاة؟..مافي شي..ساتناول غذائي ثم أنظر..فإذا استطعت ان أذهب إلى المكان الفلاني سأذهب..فإذا استطعت أن أنام سأنام..إذا استطعت أن أعمل شيء سأعمله..فليس هناك شيئا محددا معينا..هذا سيمضي عمره هباء منثورا..ويبكي ندما يوم القيامة على فوات تلك الأعمار..والعياذ بالله - تبارك وتعالى -..فلذلك لابد أن تستفيد من الوقت والعمر..طيب..ما نوع الاستفادة؟..كيف أعرف أنني استفدت من عمري؟..هل تريد ان تعرف؟ميزان الناس اليوم..أن الذي تزداد أمواله وثرواته معناه أنه استفاد من عمره نقول كلا..من قال كذلك..يقول العلماء..إن الدنيا..حلالها حساب وحرامها عقاب..الحلال..اين الحلال اليوم؟أريده..أبحث عنه..الحلال 100%..اللهم ارزقنا رزقا حلالا طيبا مباركا فيه..العلماء يقولون أن حلال الدنيا حساب..فكيف بشبهها وحرامها؟..ولذلك كان السلف..إذا جاءتهم الأموال ماذا يعمل؟يأخذ منها ما يحتاجه..والباقي ينفقه..ينفقه..ياخذ ما يحتاج له ولأسرته ولأولاده..حتى من بعدهم..فإذا فاض من المال..أنفقه..فإذا أنفقه..الله يعطيه افضل منه..يقول العلماء أن الذي ينفق ماله لا يصاب بكارثة لا في ماله ولا في أولاده ولا في عياله..لا يصاب..فإذا أصيب..فلا يسيء الظن بالله..فإنما هي ارتقاء درجة فوق درجة..كما ابتلى الله انبياءه ورسله.. ((وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَٰطِينَ ٱلإِنْسِ وَٱلْجِنِّ))..لكل نبي..ولذلك..أحاول ان اختصر لكم..لأن خطبة عن هذا الأمر تطول..سأقسّم لك وقتك أنت..وقتك أنت سأقسمه جميعا على أربع نقاط..اوقاتنا الـ24 ساعة على أربع لا خامس لها..
  • وقت لا تستفيد منه لا في الدنيا ولا في الآخرة..
  • ووقت تستفيد منه في الدنيا اكثر من الآخرة..
  • ووقت تستفيد منه في الآخرة أكثر من الدنيا..
  • ووقت تستفيد منه في الآخرة والدنيا..

أما الوقت الأول..لا تستفيد منه لا في الدنيا ولا في الآخرة..فاتركه حالا..من الآن..اترك هذا العمل لا تستفيد لا دنيا ولا آخرة.. هذا يسمى ضياع..دمار..تقتل نفسك..اتركوا أي عمل لا تستفيدون منه لا في الدنيا ولا في الآخرة..النقطة الثانية..عمل تستفيد منه في الدنيا أكثر من الآخرة..كيف أتعامل معه؟نقول لك..قلل منه..قلل من أعمال الدنيا..قلل منه حتى يتساويان على الأقل..والوقت الثالث..وقت..تستفيد منه في الآخرة أكثر من الدنيا..فاكثر منه..أكثر من أعمال الآخرة..فإنها نور قبرك يوم بعثك..يوم موتك..ونور وجهك يوم بعثك ونشورك..نسأل الله - عز وجل - أن يجعلنا وإياكم من المحافظين على أوقاتهم..والوقت الرابع وهو الذي تستفيد منه في الدنيا والآخرة فحافظ عليه..هذا وقتي وأوقاتكم..فأنت ضع نفسك في هذا الميزان..وانظر إلى أوقاتك ومشاغلك وحاجاتك..فانظر العمل الذي لا تستفيد لا دنيا ولا آخرة فاتركه حالا لا تؤجله..والعمل الذي تستفيد منه في الدنيا اكثر من الآخرة فقلل منه..والعمل الذي تستفيد منه في الآخرة اكثر من الدنيا فأكثر منه..والعمل الذي يستوي فيه الدنيا والآخرة فحافظ عليه..ثم في نهاية الخطبة..اقول لك..كيف أعلم أنني استفدت من وقتي؟..اعلم أن فائدة الوقت في شيئين..
  1. زيادة علم..
  2. وزيادة قرب من الله..

هذه هي فائدة العلم أما زيادة المال فلا تحتسب ذلك من فوائد العلم من فائدة الوقت..فما فائدة أن تزداد أموالي وأنا أزداد جهلا؟..ما فائدة ذلك؟ثم بعد ذلك..اليوم الذي تطلع عليك الشمس وتغرب ولم تزدد فيه علما يعتبر يوم مشؤوم عليك..فاللهم اجعل أيامنا كلها في علم وتعلم..والعلم..كل نوع من العلم تستفيد منه..سواء كان علما شرعيا..فقه..تفسير.. حديث.. اصول او غيره..أو علم تستفيد منه في ثراء معلوماتك..تستفيد من علوم جسمك الذي خلقه الله لك..علوم في الاغذية..علوم في البيئة .. علوم في الجغرافيا..علوم في البحار..علوم في شتى الانواع استفد منها..ازدد علما..ثم بعد ذلك..العلم الآخر..الذي يزيدك خشية من الله..وحبا لله..واستعدادا للآخرة..فاستفد منه..أسأل الله - عز وجل -..ان يبارك لنا ولكم في الأعمار..اللهم اطل اعمارنا..وبارك لنا في أعمارنا وفي أموالنا وفي اولادنا..يا أكرم الأكرمين ويا ارحم الراحمين..ثم صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه..فقال ((إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً))..اللهم فصل وسلم وبارك على سيدنا محمد..وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار الأبرار..خصوصا ذوي القدر العلي..ساداتنا وأئمتنا أبوبكر وعمر وعثمان وعلي..وعلى العشرة المبشرين بالجنة..واهل بدر وأهل أحد واهل بيعة الرضوان..وعلينا ومعهم وفيهم برحمتك يا ارحم الراحمين..اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين..اللهم أذل الكفر والكافرين..اللهم دمر أعداءك اعداء الدين..اللهم خلص أولى القبلتين..واحفظ الحرمين الشريفين..واحفظ هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين..من الفتن والمحن والحروب والآلام والأسقام..انصر المسلمين في فلسطين..وارفع البلاء عن إخواننا في العراق..اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا..رخاء سخاء..وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين..اللهم ارحم الشيخ زايد..وارحم الشيخ مكتوم..وارحم كل اموات المسلمين والشيخ ناصر بن زايد..وزملائه..اللهم ارحمه رحمة واسعة..يا أكرم الأكرمين ويا ارحم الراحمين .. وبارك اللهم في ولي أمرنا ونائبه .. وسائر حكام الإمارات يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين..اللهم بارك في أعمارنا..بارك اللهم في أرزاقنا .. بارك اللهم في أولادنا .. بارك اللهم في بناتنا .. بارك اللهم في أحوالنا..اللهم اجعلنا من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه..اللهم لا تسود وجوهنا يوم العرض عليك..اللهم ثبت أقدامنا إذا نصب الصراط..وأعطنا كتبنا بايماننا إذا تطايرت الصحف..واسقنا من يد النبي – صلى الله عليه وسلم - شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها ابدا..اللهم بارك في اولادنا وبناتنا .. واعمر اوقاتهم بحفظ القرآن وحفظ السنة..والعمل على ما تحب وترضى..يا أكرم الأكرمين ويا ارحم الراحمين..عباد الله..(( إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاءِ وَٱلْمُنْكَرِ وَٱلْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ))..اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم..واشكروه على نعمه يزدكم..(( وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ))وبارك اللهم في من بنى هذا المسجد..وفي من بنى لله مسجدا..يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين..