حقوق الموظف ومسئوله
الحمدلله.. الذي خلق الوجود..ودعانا إلى أن نكون له ركعاً وسجود .. ووعد من أطاعه وأطاع نبيه بجنات الخلود .. أحمده حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له..لا شبيه له ولا نظير له ولا مثيل له ولا ند له..خلق الخلق في هذه الدنيا لطاعته..ولنشر دينه ونصرة نبيه .. فمن أطاعه فقد سعد وللخير حاز .. ويوم القيامة يكون ممن فاز .. ومن ضيع التقوى وأهمل أمرها تغشته في العقبى فنون الندامة .. ومن كانت الدنيا قصارى مراده فقد باء بالخسران يوم القيامة .. وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وإمامنا وقدوتنا وشفيعنا وخطيبنا..سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله..خير عبدٍ على الاطلاق وخير من دعا إلى مكارم الاخلاق.. حبيب الملك الخلاق.. ما عرفت الأرض أشد تواضعاً من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -..ولا عرفت السماء أخشع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -..اللهم فصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار الأبرار.. وعلينا ومعهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.. ثم أما بعد..فيا أيها العباد فإني أوصيكم ونفسي الخاطئة المذنبة بتقوى الله.. يا عباد الله .. كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته .. كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته .. كلمات قالها النبي المصطفى - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - ..فيا أيها المؤتمن من ربه .. على أعضائه وعلى أهله وولده ..و يا من استأمنه الله .. على عرضه ونفسه .. ويا من استأمنه الله على عماله وموظفيه .. ويا من استأمنه الله على رعيته في دولته ومملكته .. ويا من استأمنه الله على كل ما أعطاه الله من مال وصحة ونفس وجسد وعرض ودنيا ودين .. اتق الله فيما أعطاك .. واتق الله فيما أولاك ..واتق الله في يوم سيسألك الله عما عملت وعما نويت..يا أيها العباد..من حكمة الله - تبارك وتعالى -.. أنه صنف في هذه الارض تصنيفات..ومن حكمة الله - عز وجل - أن جعل في الدنيا أضدادا .. فجعل لليل نهارا.. وجعل للنهار ليلا.. وجعل للأرض سماء كما جعل للسماء أرضا .. وجعل للذكر أنثى وللأنثى ذكرا ..وجعل غنياً وفقيرا .. وجعل أبيضا وأسودا وجعل حيا وميتا .. وجعل جائعا وشبعانا وجعل صحيحا وسقيما .. وجعل مبصراً وبصيرا .. كل ذلك من صنع الله .. كل ذلك من فعل الله - تبارك وتعالى - .. ولذلكم .. جعل الله على اختلاف الأصناف في الدنيا .. كل واحد محتاج إلى الآخر .. كل واحد محتاج إلى الآخر .. فالغني محتاج إلى الفقير .. والفقير محتاج إلى الغني .. والصحيح محتاج إلى السقيم والسقيم محتاج إلى الصحيح .. وكل واحد.. والذكر محتاج إلى الأنثى والأنثى تحتاج إلى الذكر .. والليل يحتاج إلى النهار والنهار يحتاج إلى الليل .. وكلنا يحتاج بعضنا إلى بعض حتى يبقى معنى.. لا غني إلا الله ولا مستغني عن الوجود غير الله جل جلاله وتعالى في علاه .. ولذلكم .. إن جعلك الله من الأغنياء.. فأنت محتاج إلى فقير.. محتاج إلى فقير يعمل لك ما لا تستطيع عمله .. فمن ذا الذي يقوم ببناء البنايات ومن ذا الذي يقوم بعمل صيانة الطرقات .. ومن ذا الذي يقوم بإصلاح ما فسد من أعمال الصيانة في البيوت والدور .. كل ذلك .. جعل الله - عز وجل - نسبة لخلقه .. حتى يقوموا بالعمل الذي أمر الله - عز وجل - للعباد أن يعملوه .. فجعل للعامل والموظف حقوقا .. كما جعل لصاحب العمل والمؤسسة والشركة حقوقا .. وإذا قصر احدهم في الآخر .. نزل عليهم بما يسمى الظلم والعياذ بالله - تبارك وتعالى - .. وإذا حدث الظلم بين العامل وبين صاحب العمل .. فإن الله - عز وجل - يرفع البركة عنهما .. وإذا انتشر الظلم .. وأُكلت الحقوق .. والعياذ بالله - عز وجل - .. وصار الغني يأكل حق الفقير .. وصار الفقير يتماطل على الغني .. وصار القوي يأكل الضعيف.. فإن البركة التي يجمعها ويريدها هؤلاء .. فإنهم لا يرونها والعياذ بالله - تبارك وتعالى - .. يا أيها العباد لقد جعل الله - عز وجل - إعطاء الحقوق لكل مسلم ومسلمة .. بل لكل من يعيش على هذه الأرض .. من أسمى ما جاء به الإسلام .. ومن أعظم ما دعا إليه رسول الإسلام محمد .. - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم -.. فجعل للعامل حقوقا .. فمن حقوق العامل على صاحب العمل .. أن يعطيه ما يكفيه من الراتب .. وأن يعطيه من الراتب ما يناسبه عمله .. فليس من الحق .. وليس من العدل .. أن يعمل الموظف عملا .. عملا كبيرا .. ثم بعد ذلك في نهاية الشهر .. يعطى راتبا .. لا يتناسب والعمل الذي يعمله .. فهذا من الظلم .. وإذا كان كذلك فلا يصح لصاحب العمل أن يقول للموظف إن أعجبك..خذ الراتب وإن لم يعجبك .. فانصرف فإن غيرك كثر .. ليست هذه من أخلاق الإسلام .. وليس هذا ما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم -.. وكذلك ليس من العدل .. أن يقوم الموظف يقوم بعمل بسيط .. ويعطى عليه راتبا كبيرا .. يعمل عملا بسيطا .. ثم بعد ذلك في نهاية الشهر .. يعطى من الراتب والعلاوات والامتيازات.. ما لا يتناسب مع قيمة العمل الذي يعمله .. فإن ذلك كذلك ليس من الحق..وهذا يعلم العامل الكسل والتواني والعياذ بالله - تبارك وتعالى - .. ويورث الضغينة بين الموظفين والعمال .. فيرى أن هذا يأخذ راتبا عاليا كبيرا .. وعمله ربما لا يتناسب مع ذلك الراتب .. ويرى الآخر أنه مظلوما..فيحصل خلل في العمل .. ويحصل خلل في المجتمع .. ويحصل خلل في الدولة والعياذ بالله - تبارك وتعالى - .. ولذلكم .. لا يكون .. اضطراب .. أو شيء من اختلال الأمن في أي بلد من البلاد .. مادام هناك مظلوما .. ولو رفع الظلم عن العباد كلهم .. عن العامل وصاحب العمل .. لما حصل اختلال في الأمن .. ولذلك عندما تنظر إلى كثير من الدول .. تجد خللٌ في الامن والعياذ بالله - تبارك وتعالى - .. ماهو السبب ؟ السبب وجود الظلم بين الناس والعياذ بالله - عز وجل - .. وإن الله - تبارك وتعالى - .. قد كتب الأمن والأمان .. لمن عمل بالكتاب والسنة ..فإن لم يعمل أحدنا بالكتاب والسنة .. فلا أمن ولا أمان ولا إيمان .. سلوا تاريخكم .. سلوا تاريخ الشعوب .. سلوا محمدٍ الفاتح .. وصلاح الدين .. وطارق بن زياد .. وعقبة بن أعامر .. وغيرهم .. من القواد المسلمين الذين تشرف التاريخ بتسطير أحداثهم وأحوالهم .. كيف طلب غير المسلمين من قادة الإسلام والمسلمين .. أن يكونوا سببا في نشر الفضيلة والأخلاق .. والحكم العدل بين الشعوب كلهم .. فلم يجدوا عدلا .. إلا في الكتاب والسنة .. وفي ما جاء به النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم -..يا عباد الله .. وهذا من حق العامل على صاحب العمل .. وكذلك من حقه .. من حق العامل على صاحب العمل .. أن يهيئ له مسكناً يليق به .. أن يهيئ له مسكناً يليق بهذا العامل .. فلا يقول له .. اسكن في أي مكان تريد .. ولا يقول له .. أنا لا أهتم بمسكنك ولا أهتم بمنزلك ولا أهتم بولدك .. همي عملي الذي أريده .. فأنت تسكن مع أولادك أو لا تسكن .. تسكن هنا أو هنا .. يليق بك المسكن أولا يليق .. لا يهمني .. إذاً ماذا يهمك ؟ يهمك أن تنام هانئاً .. وموظفوك الذين يعملون معك بإخلاص وصدق .. يتبعثرون ههنا وههناك .. كيف يطيب لك .. أن تعيش هانئا .. وأنت لم تعط .. من يتوظف ومن يشتغل أو يعمل معك .. أبسط حقوقهم يا أيها العباد .. إن كنتم تقتدون برسول الله فرسول الله ليس هذا .. ليس هذا خلقه .. وليس هذا ديدنه .. وليست تلك شيمته .. فكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يبيت جائعا وجاره شبعانا .. يبيت - صلى الله عليه وسلم - قلقا على رعيته وعلى إخوانه وعلى أحبابه .. وعلى صحابته .. وهكذا تعلم الصحابة الكرام..في يوم من الأيام .. انظر إلى صحابيين جليلين.. رباهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -..يقول عمر بن الخطاب .. كلما عملت عملاً .. وجدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يثني على أبي بكر .. فأردت أن أتتبع ما يفعله أبو بكر .. قال .. فجلست ليلة لم أنمها .. سهرت ليلة من الليالي .. عند باب بيت أبي بكرٍ الصديق وهو لا يدري .. انتظرته .. في الثلث الأول .. في أول الليل .. أنتظر أين يذهب أبو بكر .. قال .. فعندما جن الليل الأخير .. أي دخل الثلث الأخير من الليل .. فإذا بباب أبي بكر يفتح .. قال فانتبهت .. وخرج ابوبكر في آخر الليل .. إلى أين يذهب أبو بكر ؟ .. ما هو الغرض في الثلث الأخير .. قال فذهب .. فذهبت أتتبعه إلى أين يذهب .. قال قلت لعله يذهب إلى مسجد رسول الله للصلاة لقيام الليل .. فتجاوز المسجد .. قلت عجباً .. قال فلعله يريد حاجة من الحاجات .. فتتبعته فلم يتوقف حتى أوشك ان يخرج خارج سور المدينة .. قلت عجباً .. قال فتتبعته وأبوبكر لا يدري ماذا أفعل وماذا أترقبه .. حتى وصل إلى بيت .. يعني .. لا يعتبر شيئا .. لا يعتبر بيتا يستحق لأن يسكن فيه شخص .. قال .. فدخل ذلك البيت .. ولا أدري بيت من هذا .. ثم بعد لحظات خرج أبوبكر الصديق ورجع إلى بيته .. يقول عمر .. فلم أصبر .. ولم أتصبر .. حتى أدخل هذا البيت وأرى ماذا فيه .. قال فوقفت عند البيت .. وقرعت الباب .. فأجابتني امرأةٌ .. قالت من بالباب ؟ .. قال لها فلان عبد الله .. لم يقل لها أنه عمر بن الخطاب .. فقالت ماذا تريد ؟قال أتأذنين لي بالدخول ؟ .. قالت ادخل .. قال فدخلت يقول عمر بن الخطاب .. فدخلت هذا البيت .. لم أجد فيه شيئا إلا امرأة عجوزة .. لا تبصر .. عمياء .. ثم نظرت إلى البيت ليس فيه شيء إلا أنه مرتب ونظيف .. قلت يقول عمر .. قلت لها .. يا أمة الله .. قالت نعم .. قال لها:من هذا الرجل الذي دخل عندك ؟ قالت :لا أعرفه .. قال لها:ألا تعرفينه ؟ ..قالت:لا لأنني لا أبصر ولم يخبرني عن اسمه .. قال لها:فماذا يصنع عندك ؟.. قالت:كل ليلة يأتيني.. ويقول لي أتريدين حاجة أقضيها لك؟تريدي غرضا؟ تريدي طعاما؟ .. فأقول له: نعم.. فيجهز لي الطعام ويطبخه ويعمله ثم ينظف بيتي ويرتبه ثم ينصرف .. فقال عمر في نفسه .. لا إله إلا الله .. لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر .. قال لها .. أتأذنين لي بالانصراف ؟ قالت: قبل أن تنصرف أخبرني من أنت .. ومن ذلك الرجل الذي تسأل عنه .. قال لها أنا عمر بن الخطاب .. وذاك الرجل أبو بكر الصديق ..خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. قالت: أحقٌّ ما تقول يا هذا ؟ أسألك بالله - عز وجل -.. قال والله الذي لا إله غيره ما أنا إلا عمر بن الخطاب والذي كان لديك أبو بكر .. خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. فبكت تلك المرأة لأنها تظن أنه رجل بسيط.. من العوام لا تدري أنه خليفة النبي محمد.. يأتي كل ليلة وينظف بيتها.. ويجهز طعامها.. مع أنه لو أشار لأحد من الصحابة.. أو من المسلمين.. أو حتى من نسائه لذهبت.. إلا أنه أراد أن يبني له مكانا عند الله يوم القيامة.. (( أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِيۤ أَصْحَابِ ٱلْجَنَّةِ وَعْدَ ٱلصِّدْقِ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ )) ..يا أيها العباد .. هذا خليفة النبي - صلى الله عليه وسلم - .. يتفقد امرأة عجوزة .. فكيف يا صاحب العمل .. ويا صاحب الشركة .. ويا صاحب المؤسسة..لا تهتم بسكنى عمالك ولا موظفيك ولا تهتم بما يعانونه من مشاكل .. أو من ارتفاع أسعار .. أو من أحوال والعياذ بالله - تبارك وتعالى - .. ليس هذا من خلق دينك .. الذي تدين الله به - تبارك وتعالى - .. وبالمقابل .. فإن لصاحب العمل حقوقا .. فمن حق صاحب العمل .. أن يكون العامل متقيا الله فيما أُعطي وأُولي له من العمل .. فيقوم بعمله على حسب ما طُلب منه .. ولا يستخدم اسم المؤسسة أو الشركة على حسابه الخاص .. أو على حسابه الشخصي .. فيستغل اسم العمل أو الشركة.. في أعماله الخاصة من غير علم صاحب العمل فيكتسب الاموال من هنا وهناك.. فهذا يعتبر سرقة وظلمٌ .. واختلاس واحتيالٌ .. والعياذ بالله - تبارك وتعالى - .. فلا ينبغي ذلك .. كذلك .. من حق صاحب العمل .. أن يطلب من العامل تقريراً بكل ما يحصل .. وبكل دينارٍ أو درهمٍ يخرج من مكتب الحسابات أو يخرج.. حتى يعلم كل صغيرة وكبيرةٍ .. ومن حق العامل .. ومن صاحب العمل .. أن يتعاون معه أعماله وموظفوه وعماله .. فإذا رأى أحد العمال أو الموظفين .. عاملاً أو موظفاً او سكرتيراً أو نائب المدير أو غيره .. يغش .. أو يخدع .. أو يسرق .. أو يظلم .. فإنه يجب عليه أن ينبه الآخر .. أن ينبه صاحب العمل .. أخبرني رجل .. يقول أعمل في مؤسسة خاصة .. موظف بسيط إلا أنه يتقِ الله - عز وجل - .. يقول .. كانت تأتيني فواتير العمل .. وبعض الحسابات .. قال فوجدت مبلغاً مسحوباً .. مبلغ كبير .. قلت عجباً .. فقال فتتبعت الصادر والوارد من المؤسسة .. إلا أنني لم أجد هذا المبلغ لِمَ ُسحب .. قال فتتبعت .. اجتهد لأنه مخلص .. ويقول لو كان غير مخلصاً وغير مؤمن يقول ما يهمني شي .. تنسرق الشركة كلها وتسقط على رأسها لا يهمني والعياذ بالله.. قال فتتبعت .. فوجدت .. أن السارق هو نائب المدير العام .. قال فقلت .. في حيرة .. في حيرة من أمري ماذا أعمل؟ .. هل أقول لنائب المدير يعني يعتبر مديره..مسؤوله .. هو الذي سرق هذا المبلغ الضخم .. وهو الآن اكتشفه .. يقول .. قال لي ماذا أصنع؟ قلت له لقد كشف الله لك عن حال مسؤولك سرق.. وأنت مؤتمن واعتبر هذا اختبار من الله لك .. وربما .. يأتيك الشيطان يقول لك اذهب إلى صاحبي إلى السارق..وقل له أنا اكتشفتك ولكن سأستر عليك.. إن أعطيتني نصف مليون درهم .. وإلا سأفضحك .. يمكن هذا أم لا يمكن ؟ يمكن هذا! .. فقلت له اتق الله - عز وجل - .. قال فذهبت إلى المدير العام .. وقلت له .. حصل كذا وكذا وكذا .. قال .. قال له المدير جزاك الله خير .. فانصرف الموظف .. وناداه نائب المدير قال له أنت الذي شكيتني عند مديري ؟.. فقال له لقد نصحتك.. إلا أنك لم تستمع للنصيحة .. قلت لك أعد المال إلى صاحبه ولن أخبر المدير .. فلم تُعنّي .. قلت له هل أنت مسلم ؟ قال أنا مسلم .. قلت له هل تصلي ؟.. لا يصلي .. إن الصلاة تنهى عن ماذا يا جماعة الخير ؟.. ((إِنَّ ٱلصَّلاَةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنْكَرِ)) .. لكن هذا الذي نشتكي منه .. تجد أن في جوازه الديانةُ مسلم .. إلا أن فعله غشاش .. سارق .. متكبر .. ظالم .. لا يعير للإسلام ولا المسلمين وجهاً والعياذ بالله - عز وجل - .. إنما نشتكي من أمثال هذه الوجوه .. وأمثال هذه المناصب والعياذ بالله - تبارك وتعالى - .. إلا أن هذا الموظف .. أسأل الله - عز وجل - أن يكثر من أمثاله .. الذي اكتشف السارق فاشتكاه .. ولم يعِره مع التهديد الكامل.. يقول له نائب المدير سأصرفك من العمل .. سأجعلك تذهب وتشحت الناس في الشوارع .. سألقنك درسا .. سأجعلك .. سأسود وجهك .. سأذلك .. سأفصلك .. سأقطع رزقا .. عجيب .. هل أنت رب الأرباب ؟ .. هل أنت الله حتى تهدد هذا؟ .. ((وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)) .. نسأل الله - عز وجل - أن يثبتنا وإياكم لما يحبه ويرضاه .. يا أيها الناس اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون .. يقول الله - تبارك وتعالى - ..(( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ(( .. أقول قولي وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ..فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ..
إن الحمدلله .. نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه .. ونؤمن به ونتوكل عليه ونثني عليه الخير كله .. أحمده حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه .. وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له .. وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله.. أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.. اللهم فصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار الأبرار وعلينا ومعهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين .. وسلم تسليما كثيرا .. ثم أما بعد .. فيا أيها العباد فإني أوصيكم ونفسي الخاطئة المذنبة بتقوى الله .. يا عباد الله .. التقيت بأحد مدراء.. في بعض المؤسسات .. يقول .. بعض الموظفين .. يشتكيه وهذا الشخص أعرفه ..أي هذا المدير أعرفه .. يقول .. أن هذا المدير .. يمنع الموظفين إذا دخل وقت صلاة الظهر أن يصلوا .. قلت عجبا .. أنا سأكلمه .. فكلمته .. قلت .. ماشاء الله عليك أنت انسان طيب وكذا .. وأنت من المسلمين وجعلك الله مديرا وجعلك الله مسؤولاً وعندك موظفون .. قال نعم، ماذا تريد يا شيخ ؟ قلت له لا أريد شيئا إنما سمعت أن بعض الموظفين يشتكون أنك لا تسمح لهم بالصلاة .. فهل هذا صحيح ؟ وهذه مسالة مهمة.. لأن الله يقول ((إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوۤاْ)).. لا تحكم على هذا إلا بعد أن تتبين .. فقال غير صحيح .. قلت سبحان الله .. قال .. أنا سمحت لهم بالصلاة .. وجعلت لهم وقتا محددا .. تقريبا من الساعة الواحدة مثلاً..إلا أن الموظفين يأخذون ساعةً كاملة .. ساعةً كاملة .. يذهب إلى دورة المياه..ويأخذ ربع ساعة.. ويتوضأ ثم يصلي السنة.. ثم يجلس.. ثم يصلي الفرض.. ثم يجلس.. ثم بعد ذلك يصلي السنة ثم يجلس ويتكلم مع أصحابه في المسجد .. ثم بعد ذلك يشرب كوبا من الشاي ثم بعد ذلك .. لم يتبق من الدوام إلا نصف ساعة .. هل هذا من الدين ؟ قلت له حاشا وكلا.. ليس هذا .. فلذلك يجب على الموظفين أن يراعوا ساعات العمل .. لم يمنعكم أحد من الصلاة .. إلا أن لا تجعلوا تلك الصلاة مفتاحا لأن تسيئوا إلى دينكم والى موظفيكم والى عمالكم والى غيركم .. فإن أخذنا بالوقت عشر دقائق مثلا.. إن شاء الله تكفي .. ولذلك اقول للمسلم ينبغي أن تخرج على طهارة.. أن تحافظ على وضوءك .. هكذا تعلمنا من السنة .. هل تعلم لماذا؟ قالوا لانك لو خرجت من بيتك على طهارة.. وربما قدر الله لك ان تموت في خرجتك تلك .. فيأتيك الموت وانت على طهارة وانت على وضوء يقول العلماء اذا جاء الموت لمسلم وهو على وضوء فإنه سيقول عند الموت لا اله الا الله .. لأنك على وضوء .. لأن الذي يتوضأ فإنه يكون في حصن حصين .. لا يقربك الشيطان اذا كنت على طهارة لان الوضوء سلاح المؤمن .. ليس سلاح المؤمن رشاش ولا دبابات ولا صواريخ ولا غير ذلك .. إنما سلاحك ايمانك وتوكلك على الله ومحافظتك على الوضوء ..فاذا خرجت متوضئا فان الله - عز وجل - يثبت لسانك عند الموت.. فاللهم ثبتنا عند الموت حتى نقول لا اله الا الله محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. ولذلك .. لا ضرر ولا ضرار .. لا افراط ولا تفريط .. فلوا اننا اعطينا كل شيء حقه .. لما حصل ظلم ولا مظالمة .. اسال الله - عز وجل - ان يوفقنا لما يحبه ويرضاه .. والحديث عن هذه الحقوق يطول .. إلا أنني اختصرت قدر الاستطاعة.. حتى نستفيد ان شاء الله تعالى من ذلك .. ثم ان الله - عز وجل - امركم بالصلاة والسلام على سيدنا رسول الله .. فقال ((إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً)) .. اللهم فصل وسلم وبارك على سيدنا محمد .. وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار الأبرار .. وعلينا ومعهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.. اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين ..و أذل الكفر والكافرين .. اللهم دمر أعداءك اعداء الدين .. اللهم خلص أولى القبلتين .. واحفظ الحرمين الشريفين .. واحفظ هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين .. من الفتن والمحن والحروب والآلام والأسقام .. اللهم انصر المسلمين في فلسطين .. وارفع البلاء عنهم وارفع الحصار عنهم .. وارفع البلاء عن إخواننا في العراق .. اللهم ارفع البلاء عن كل مسلم.. اللهم ارحم أمة سيدنا محمد .. اللهم ارحمهم .. اللهم غزر أمطارهم .. اللهم رخص أسعارهم .. اللهم اهد شبابهم وبناتهم .. اللهم تولهم .. اللهم اشف مرضاهم .. اللهم عافِ مبتلاهم ..اللهم ارحم موتاهم .. اللهم عافِ مرضاهم .. اللهم اقضِ ديونهم .. اللهم رُدّ بالخير مسافرهم .. اللهم وفق طلبتهم وطالباتهم .. اللهم أَغنِ فقرائهم .. اللهم استر عوراتهم .. اللهم آمن روعاتهم .. وارحم اللهم الشيخ زايد .. والشيخ مكتوم .. وبارك اللهم في ولي أمرنا ونائبه .. وسائر حكام الإمارات .. و اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا .. رخاء سخاء .. وسائر بلاد المسلمين ..يا رب العالمين ويا أرحم الراحمين .. عباد الله .. (( إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاءِ وَٱلْمُنْكَرِ وَٱلْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)) .. اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم .. واشكروه على نعمه يزدكم .. (( وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ