المراحل التي تمر على الانسان في الدنيا

المراحل التي تمر على الإنسان في الدنيا

الحمدلله..الحمدلله الذي خلقنا ((مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً)) ..ثم نرجع إليه في يوم القيامة..ليجزي كل نفس بما عملت..أحمده سبحانه وتعالى حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه..وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له..وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وإمامنا وقدوتنا محمداً عبد الله ورسوله..وصفيه من خلقه وحبيبه..نشهد أنه قد بلغ الرسالة فأحسن تبليغها..وأدى الأمانة فأحسن أداءها..وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك..اللهم فصل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار..وصحابته الأخيار الأبرار..الصائمين بالنهار..والقائمين في دجى الليل والمستغفرين بالأسحار..رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم..وأورثهم عز الدنيا وكرامة الآخرة.. وعلينا ومعهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين..فهم القوم الذين هُدوا..وبفضل الله قد سعدوا..ولغير الله ما قصدوا..ومع القرآن في قَرَنِ..رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم..بذلوا أنفسهم وأرواحهم وأموالهم..من اجل تقديم هذا الدين..لكل البشرية جمعاء..فهنيئا لمن دخل في هذا الدين..وهنيئا لمن بذل نفسه وماله وروحه من أجله..اللهم فصلي وسلم وبارك على سيدنا محمد..وعلى آله الأطهار..وصحابته الأخيار الأبرار..وعلينا ومعهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين..ثم أما بعد..فيا أيها العباد..فإني أوصيكم ونفسي الخاطئة المذنبة بتقوى الله.. يا عباد الله..إن حياة الإنسان..تمر على أربعة مراحل..على أربعة مراحل في حياتك الدنيا..وكل مرحلةٍ..لها خاصيتها..ولها مكانتها..ولها مميزاتها ولها سلبياتها..أربعة مراحل تمر من عمرك..فإن مرت مرحلة ولم تستفد منها فلن ترجع إليك..وإن كل نَفَس تتنفسه يسلم على الذي قبله ويقول له..عليك سلام الله لا ألقاك إلى يوم القيامة.. دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوانِ ولذلكم..إن المراحل التي جعلها الله للإنسان..يتذكر..ويستفيد..ويتعظ..ويعمل الذي عليه..لأن لكل مرحلة من مراحل العمر..أعمال تليق بذلك العمر أو بتلك المرحلة..فإن مضت تلك المرحلة..فلن تستطيع أن تقوم بالعمل لأن.. القوة التي أعطاك الله إياها تناسب المرحلة التي أنت فيها..ولذلكم عبر عن هذا المعنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القائل في الحديث المشهور المعروف..( اغتنم خمسا قبل خمس)..وذكر من تلك الخمس : شبابك قبل هرمك..شبابك قبل هرمك..وجاء في رواية أخرى..لن تزولا قدم عبد حتى يُسأل عن أربع..لن تزولا قدما عبد أي لن تمر على الصراط حتى يُسأل عن أربعة أسئلة..ومن جملة تلك الأسئلة..عن شبابه فيما أفناه..وعن عمره فيما أبلاه..عن شبابه وعن عمره..يعني أنت ستسأل عن عمرك من أوله إلى آخره..وسؤال خاص عن عمر الشباب..عن شبابه فيما أفناه..وعن عمره فيما أبلاه..ولذلك..سن الشباب عظيم..ويتوقف عليه أمر عظيم..وقبل أن أدخل في هذا..ما هي المراحل العمرية التي تمر عليك يا أيها الإنسان..يقول العلماء..أنت تمر بأربعة مراحل في عمرك.. 1)عمر الصبا 2)وعمر الشباب 3)وعمر الكهولة 4)وعمر الشيخوخة.. والخامسة تسمى أرذل العمر ..واستعاذ منه النبي - صلى الله عليه وسلم -..أربعة مراحل من عمرك عمر الصبا..وعمر الشباب..وعمر الكهولة..وعمر الشيخوخة..فانظر في أي مرحلة أنت..يقول أهل العلم..أما مرحلة الصبا..فتبدأ من سن التمييز..أي من سن السادسة أو السابعة إلى سن الخامسة عشرة من عمرك..هذا يسمى عمر الصبا..وأغلب الناس وأغلب الخلق يشتاق إلى هذا العمر..يشتاق إلى أيام الصبا..لأنها أيام الطفولة..البراءة..كلنا كنا أطفالا..لم يكن في البال هَمٌّ بِرِزْق..ولم تكن خائفا ولم تكن تعرف ما يحدث حولك من الدنيا..خرجت من بطن أمك ورأيت أباك وأمك..طعامك موجود..تداعبك أمك..يداعبك أبوك..إخوتك وإخوانك..عشت في أيام الصبا ولذلك..يقول أهل العلم أن عمر الصبا..هو الذي ذكره سبحانه وتعالى في القرآن..وذكره النبي - صلى الله عليه وسلم - في السنة.. وهي الفطرة التي فطر الله الناس عليها..ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم -..(كل مولود يولد على الفطرة)..الطفل هل يفكر في الغش ؟ هل يفكر في القتل ؟ هل يفكر في الانتقام ؟ هل يفكر في الحقد ؟..لا يطرأ عليه إلا إذا طرأت عليه من الخارج..وإلا فإن الله قد برأه على أحسن خلقة..وعلى أحسن صورة..ولذلكم..عندما يخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -..أن الله إذا أراد أن يغفر ذنوب عبدٍ..وأراد أن يحول سيئاته إلى حسنات..ويريد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعبر عن هذا المعنى الكبير.. يقول..خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه..كما في حديث الحج..(من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج – وفي رواية – رجع من ذنوبه)..ويريد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعطيك صورة حقيقية ..تعيد بذاكرتك إلى أيام الصبا..كيوم ولدتك أمك..ولدتك أمك على الفطرة..لا غرائز.. لا شهوات..إنما براءة طفولة..إنما براءة فطرة التي فطر الله الناس عليه..جل جلاله وتعالى في علاه..يقول العلماء عندما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه..أي على الفطرة..ولدته أمه بلا ذنوب ولا أوزار ولا غير ذلك..ولدته أمه كذلك على الفطرة السليمة..على المحبة..على الإخلاص..على البراءة..على الشفافية..كل ذلك نحتاجها اليوم.. هذه المرحلة الأولى وأظن أن أكثر من في المسجد قد تعدى هذه المرحلة..ولن تعود..ولن تعود..إلا أنك تستطيع أن تربي أولادك على ما فاتك من عمر الصبا..إن قصر والداك في تربيتك في أيام الصبا..على حفظ القرآن مثلا..أو على تعلم علوم الدين والشريعة..وعلى الاستغلال الذاكرة القوية..فعوّض ما فاتك من عمرك في عمر أولادك وبناتك في أيام الصبا..حَفِّظهم القرآن..وحَفِّظهم العلوم الشرعية..وحَبِّبْهم إلى المساجد..وأحضرهم إلى مجالس العلماء..بالإضافة علمهم علوم الدنيا..فلابأس بذلك..فلا يفوتك الركب إن فاتك ركبك فلا يفوتك ركب أولادك..وأطفالك فلربما أنت في السبعين عمرك..وترزق بولد أو بفتاة ذكية جدا..فتحفظها القرآن فتحفظ القرآن قبل أن تبلغ سن البلوغ..فانت تعتبر..كأنك حفظت القرآن..لأن الذي..يحفظ القرآن من الاولاد..يُلبس والداه تاجان أو تاجاً..من الذهب..تاجٌ من الذهب..وكل حرف يقرؤه ابنك من القرآن..في كفة حسناتك..ولو كنت نائما ولو كنت كذا..إذا علمت أولادك وحفظتهم كتاب الله - تبارك وتعالى -..لكن اليوم..ماذا نعلم أولادنا؟..الآباء..يبحثون عن المدارس التي تعلم اللغة الإنجليزية..ولغة الحاسوب..والعلوم الدنيوية..ولا يهتمون بعلوم الدين..وربما الواحد منهم يُدخل أبناءه مدارس..أجرتها في السنة أكثر من عشرين ألف درهم..أكثر من عشرين ألف درهم..ثم بعد ذلك ماذا؟ نحن ليس بضد العلم..نريد من أولادنا ان يتعلموا علوم الرياضيات والأحياء والكيمياء ولغات العالم كلها..نريد أن يتعلموا لكن ليس على حساب يصعد على ظهر الدين..فينسون دينهم ولغتهم والعياذ بالله - تبارك وتعالى -..كما رأيت كثيراً من الشباب الجامعي..عربي..ابن عربي..وربما..من أصل عربي..فإذا حدثته بلغته العربية..يقول عفوا..أنا لا أفهم خطابك..ممكن أن تحدثني باللغة الإنجليزية..والعياذ بالله .. إذا يدل ذلك على أنه لا يقرأ القرآن لأنه لا يعرف اللغة العربية..والذي لا يقرأ القرآن لا يفهمه ولا يتدبره ولن يوقفه عند حدوده..لأن القرآن إن لم يخوفك كلام الله فبأي شيء تخاف ؟..(( فَذَكِّرْ بِٱلْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ))..يقول الله - تبارك وتعالى -..(( فَذَكِّرْ بِٱلْقُرْآنِ))..فإذا كنت لا تُذكر بالقرآن ولا تتعظ..فأنت لست من الخائفين من الله - عز وجل -..ماذا تنتظر؟تنتظر أن ينزل عليك جبريل من السماء حتى يهددك والعياذ بالله - عز وجل -..نسأل الله - عز وجل - أن يعافينا وإياكم من البلاء..إذا هذه المرحلة الأولى..المرحلة الثانية..وهي مرحلة الشباب..وهي أساسك..وهي عمرك الأصلي الذي..تستطيع أن تبني عليه بناءك القوي..لأنه يتوقف على عمرك هذا..عمر الكهولة وعمر الشيخوخة بل وعمرك في برزخك في قبرك.. وعمرك يوم القيامة..في سن الشباب مثل ما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الصلاة عمود الدين..كذلك عمر الشباب هو عمود عمرك..وهو الأساس التي تصب عليه البنايات الطوال..في عمر شبابك هذا..ولذلك يقول العلماء..عمر الشباب يبدأ من السادسة عشر من العمر..إلى الخامسة والثلاثين ..هذا عمر الشباب..اليوم تجد واحد بلغ خمسين يقول هذا شباب..وربما يبلغ فوق الأربعين ويصبغ شعره الأبيض باللون الأسود ويقول أنا شباب..طيب ماذا فعلت؟ تريد أن تتزوج فقط ؟ تريد أن تعمل فقط ؟ تريد أن تكثر من الأموال والثروات فقط ؟ ليس هكذا وإنما المقصود من الشباب..هو الاستغلال هذا العمر..فيما يعود عليك بالنفع..ويعود على أمتك..ويعود على دينك..ويعود على مدينتك أو دولتك..التي أنت فيها..وهذا هو أخطر مراحل العمر وأشدها وأهمها..وهي التي سلطت عليها سهام العدو..إلى شبابنا فرموهم بالسهام الشهوة..وبسهام الزنا..وبسهام المخدرات..وبسهام الأغاني الماجنات..وبسهام الخمور والمسكرات..وبسهام الدنيا والتعلق بها..وبسهام الرقص والخلاعة والمجون والعياذ بالله - تبارك وتعالى -..فتجد شباب المسلمين..يضيعون أوقاتهم في ترهات وتفاهات..ومعاصي وغفلات والعياذ بالله - تبارك وتعالى -..فتجدهم والعياذ بالله يمضون عمرهم.. وأوقاتهم..وأموالهم..في الذهاب إلى الأسواق والعياذ بالله - عز وجل -..يفنون أعمارهم..ويسافرون إلى الخارج..من أجل أن يتعرفوا على الجديد..من أمور الدنيا والعياذ بالله - تبارك وتعالى -..لا تقوى..ولا إيمان..ولا قرآن..ولا إقبال على الله..ولا فكر بالأمة..ولا فكر بشبابها..ولا فكر بنسائها..ولا فكر بأولادها..ولا فكر بمقدسات الإسلام..إن كان شبابنا اليوم..قد انخرطوا في هذه الشهوات..وانخرطوا في الغفلات..أقول لك..إن المستقبل..الذي تنتظره أمة..لا يبشر بالخير إن كان شبابنا على هذا الوصف..إن كان شبابنا على هذا الوصف..وإن كان شبابنا على هذه المرتبة من البعد والغفلات..والعياذ بالله - عز وجل -..رأيت بعينيّ هاتين..ما يدمي العين..شبابا..مسلمين..من آباء وأمهات مسلمين ومسلمات..تجد الواحد منهم..يلبس ملابس ليست تدل على أنه منتهج منهج الدين والإسلام..شباب..يمشون في الشوارع..ببنطلونات إن صح التعبير..تظهر جزءا من عوراتهم من الخلف والعياذ بالله - عز وجل -..لا أدب..لا حشمة..لا حياء..مات الحياء..وتنظر إليه بعينيك لعله يفهم..فينظر إليك بعينه يقول أنا حر..ألبس ما ألبس.. وإذا أردت أن أتعرى أتعرى أنت ليس لك أي دخل علي..وليست لك أي سلطة علي..لم تنظر ؟.. ذهب الحياء وذهبت الأخلاق والحشمة..صحيح..أن هذا لم يكن جديداً في العالم..ربما كان في دولة الإسلام في زمن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم -..إلا ليس بهذه قلة الأدب والحياء..والعياذ بالله - تبارك وتعالى -..لا احتشام..حتى يقول علماء من علامة الساعة..أن يجتمع أربعون من الأمة هذه في بعض الأثار..يجتمع أربعون من الأمة وليس فيهم رجل يُستحيى منه..يجتمع أربعون نفر من الأمة..ولا تجد فيهم واحد يثستحيى منه..معنى أن الجميع كلهم قليلو الأدب والعياذ بالله - عز وجل -..وقليلو الحياء مع الله ومع الناس والعياذ بالله - تبارك وتعالى -.. ولذلكم كان النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - يربي..أولاده وبناته..وأبناء الصحابة..على الخوف من الله وعلى ستر عوراتهم..وعلى الإقبال على الله - تبارك وتعالى -..عودوهم على الجهاد في سبيل الله..وعلى القوة والشهامة والشجاعة..وعلى ركوب الخيل..وعلى الرماية..وعلى السباحة..قال العلماء..لأن في ركوب الخيل..والرماية..والسباحة..فيها إنقاذ للآخر..وفيها دفاع عن عرض أو وطن أو مجتمع أو دين..لكن أن تكون أحسن الناس صوتاً ماذا سنفعل بصوتك ؟..أو أن تكون أجمل الناس شكلاً فماذا نفعل بشكلك ؟ أو تكون المرأة أجمل نساء العالم ماذا نريد من ذلك ؟..أو تكون المرأة والعياذ بالله تحسن الرقص والغناء والخلاعة فماذا نفعل من ذلك ؟ هل نخرج نساءنا حتى يرقصن في الشوارع ؟ أم نجعل أولادنا والعياذ بالله..همه وفكره كيف يطيل شعره..وكيف يعمل عمليات تجميل في وجهه..أكثر الناس اليوم عندما نراهم..يقول شكلي لا يعجبني..أريد أن أغير أنفي..أريد أن أغير حواجبي..أريد أن أطيل شعري..أريد أن أجعل بطني كذا..وساقي كذا..وكذا وكذا..إلى آخره..رجالاً ونساء..ولا تستغرب من كثرة صالونات التجميل..زبائن كثر..رجالاً ونساء..صالونات التجميل كنا نسمعها للنساء..وصالونات للمساج وغيرها كنا نعرفها للنساء..لكن اليوم صار للرجال كذلك..صالونات عجيبة..رأيت ومررت بكثير من الشوارع من صالونات الرجال لعلي أجد..فوجدت أكثر الحلاقين..ماذا أقول ؟ جنس ثالث ؟..شعورهم طويلة..صوت أنوثة..نقول هؤلاء مخنثون..أنا استحييت أن ادخل عند حلاق ..لا أدري أذكر هو أم أنثى..حتى أن أنني من شدة ما وقعت في الشبهة أنظر هل هو عنده صدر أم لا..إلى هذا الحد..أله صدر أم لا هل هو ذكر أم أنثى..صالون مكتوب صالون للرجال..فأجد لا رجالاً..أرى رجالاً ولا أرى رجالاً..أشباه الرجال..سبحان الله..وتجد أن عليهم الكم الهائل من شباب المسلمين..ماذا يدل هذا ؟ يدل على ماذا ؟..وتجد أن أجرة الحلاق لا تقل عن خمسين درهماً.أو مئة درهم..طيب هذه الأموال تُنفق على من ؟ من هذا الرجل الذي تحلق عنده ؟..من هذا ؟كان أسلافنا..السلف الصالح..لا يذهبون إلا إلى الحلاق التقي..لا يذهبون وإذا حلقوا يحلقون من الجانب الأيمن لأنها سنة..هل واحد من المسلمين ذهب..هل رأيت واحداً من المسلمين يذهب إلى الحلاق ويقول له إذا حلقت فاحلق من اليمين..يقول انت فين ؟ مجنون انت ؟.. سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -..يحلق من اليمين..ويأتي الواحد ربما يحلق من خلفه..أو من الأمام..لا والمشكلة أنه يحلق يبتدئ فيقول له الحلاق..تريد حلق رأس أم لحية..لا لحية..خلي الشعر خليه طويل..واحلق اللحية ولا تجعل فيها ولا شعرة.. حتى إذا أتيت بالورقة لا أسمع خشيشا لها..سبحان الله..سبحان من زين الرجال باللحا..والحمدلله نسأل الله - عز وجل - أن يثبتنا على طاعته..وأن يثبتنا على مرضاته..وأن يجعلنا وإياكم ممن استغل هذا العمر..أكثر الصحابة في عمر الشباب وأكثر شباب الأنصار من الشباب..من الذي بنى مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غيرهم ؟ إنهم شباب الأنصار..كانوا يحملون اللبنات على ظهورهم..رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم..وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يساعدهم بذلك..وكان ينشد لهم..اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة..فكانوا يقولون اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة..وكان الرسول يقول لهم فاغفر للأنصار والمهاجرة..رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم..ونفعنا بهم..وأعاد شبابنا إلى منهجههم..وإلى صدقهم..وإلى حيائهم وإلى أدبهم ..نحن نتكلم شباب من الذكور..أما الفتيات..فأسأل الله - عز وجل -..أن يعيدهن إلى حيائهن وحشمتهن..فوالله..لقد قل.. ولا أقول ندر لقد قل..ولا أقول قد عدم..أن ترى فتاة..ملتزمة..محجبة..منقبة..لابسة خمارها على صدرها..تمشي بأدب واستحياء..في الشارع أو في أي مكان آخر..حتى جاءني كثير من الشباب..يقول لي يا شيخ..قلت نعم..قال لي :هل تعرف فتاة محترمة.. تقية..محجبة..ذات حياء وحشمة وعفاف؟..قلت إن شاء الله موجود لم ؟ قال أريد أن أتزوج..قلت ولم تجد؟ قال لم أجد..بحثت من هنا وهناك..وسألت هنا وهناك فوجدت أن أكثر النساء كاشفات..وجوههن ومع شيء من شعورهن..هذه الموضة الجديدة.. لم ؟..إن أردن أن يأخذن بأن كشف الوجه على القول الآخر ليس بعورة فلم ظهور الشعرات؟..هل هي خطوة بعد خطوة أم ماذا؟..أم أنك تجد بعض النساء..تضع إن صح التعبير غطاء رأس أو بما يسمى الشيلة على نصف الرأس..على نصف رأسها والنصف الآخر بادي للرجال والعياذ بالله - تبارك وتعالى -..هل هي كاسية ؟ أم عارية ؟..لا تستطيع أن تقول أنها كاسية..ولا تستطيع أن تقول أنها عارية..لكن أقول كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - كاسيات عاريات..صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله..جمعت أُعطيت..جوامع الكلم..كاسيات عاريات..مائلات مميلات..مائلات في المشية..مميلات لقلوب الرجال الناظرين إليهن..رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة..لا يدخلن الجنة..ولا يجدن ريحها..اللهم أرحنا رائحة الجنة..وهل تشم رائحة الجنة وأنت في الدنيا ؟ نعم!..ولقد شمها الصحابة..عندما وقفوا في ساحات القتال..يقول قائلهم عندما وقف في ساحة معركة أحد..يقول إني أجد رائحة الجنة من جهة أُحد..الله أكبر..أنت يا من عشت في صحراء مكة..أو عشت في المدينة..وامامك جبال..وصحراء على مد البصر..وفوقك سماء وشمس محرقة..وتقول إني أجد رائحة الجنة ؟..أين أنت ؟..هل أنت في السماء الأولى أم الثانية.. أنت في الأرض..هل أنت من الأحياء أم أنت من الأموات ؟..إلا أنه من شدة إيمانه ويقينه..يكاد أن يرى ما وراء الغيب وهو اليقين.. أن يصل الغيب كأنه شهادة..كما قال سيدنا علي ( لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا)..(( كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ* لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ)) – أي في الدنيا – ((ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ)) – أي في الآخرة – ((ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ))..نسأل الله - عز وجل -..أن يتوب علينا جميعا توبة نصوحا..فهي دعوة لشباب المسلمين..وشابات المسلمات والفتيات..أن يرجعوا إلى كتاب الله وسنة نبيه..وليحذروا من غزو الكفر..إلى بلادنا وإلى رمي الشباب في مستنقعات الرذيلة..ومستنقعات المحادثة بالهاتف..او بالحاسوب أو الانترنت..أو وقوع في المجون..أو في الخلاعة والعياذ بالله..فلا تحرر لا فلسطين..تمر السنة بعد السنة ..وعشر سنوات بعد عشر سنوات..ويموت اجيال من المسلمين..وتظل فلسطين وتحت سلطة أعدى أعداء العالم..الذين لعنهم الله..على لسان الأنبياء كلهم..ومع ذلك..لم يستطع شباب المسلمين..أن يقوموا بحق..إخوانهم المسلمين في هذا الأمر..لأنهم غير مستعدين..شغلتنا أموالنا وأهلونا..نسأل الله - عز وجل - ان يعيدنا وإياكم إلى كتابه وان يعيد شبابنا إلى كتاب الله..وسنة نبيه - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم -..أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم..فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم..

إن الحمدلله..نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه..ونؤمن به ونتوكل عليه ونثني عليه الخير كله..أحمده حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه..وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له..وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله.. وصفيه من خلقه وحبيبه..نشهد أنه قد بلغ الرسالة فأحسن تبليغها..وأدى الامانة فأحسن أداءها..وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.. اللهم فصلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار الأبرار وعلينا ومعهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين..وسلم تسليما كثيرا.. ثم أما بعد..فيا أيها العباد فإني أوصيكم ونفسي الخاطئة المذنبة بتقوى الله.. عباد الله..ذات يوم..طلبت مني زوجتي أن أذهب معها من أجل أن تفصل لها عباءة..فذهبت..ويا لهول ما رأيت..ويا لهول ما رأيت ربما أنتم رأيتم بعض المحلات وليس كلها..نحن لا نعمم..لكن..أقول ما رأيت..رأيت فتياتٍ..تطلب من الرجل الذي يخيط العباءة أن يأتي ويفصل العباءة على جسدها..وطبعا الرجل..فرحان..مبسوط..يأتي ويفصل للمرأة..من هنا ومن ما تحت الصدر وعند الخصر وعند وعند..والله يستر علينا وعلى بنات المسلمين..هذه المرأة أين أبوها ؟ ولا أقول أن هذه من بلاد الغرب..أو من بلاد الشرق..أو من أدغال أفريقيا..أو من أي مكان مع احترامي لجميع الدول..لكن هي من بلد عربي مسلم..فتأتي إلى هذا الرجل..أليس هذا رجل؟..أم أنه من الجنسية الأخرى لا يُعتبر رجلاً..هو رجل..وله غريزة..ولو شهوة..وله وله والعياذ بالله - تبارك وتعالى -..فعندما يرى فتاة فاتنة..وفوق ذلك..تشم رائحة الطيب والعطر والبخور من على مدى كذا متر..ماذا بعد ذلك؟..ثم إذا واقعها والعياذ بالله..نقول أنت السبب ؟..نقول أنت يا أيها الذئب البشري أنت السبب ؟ لا نلومه..وإن القسمة بينهما..ولذلك..الله - تبارك وتعالى - ذكر.. وقال ((ٱلزَّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَآ إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ))..لأنه لا يليق بالمتعفف الذي حفظ فرجه عن الحرام..أن يتزوج فتاة كانت زانية أو زنت والعياذ بالله - عز وجل -..والعكس كذلك..الإسلام..حريصٌ على حفظ الفروج وعلى حفظ البيوت..فإذا كانت فتاةً..عفيفةً..شريفةً..طاهرةً..متربيةً..ثم يتقدم إليها شابٌ..بعد أن واقع المومسات الغافلات الفاجرات..ويقول أريد أن أتزوج..فلم لا تتزوج من كنت تعاشرهن ؟..فيقول لا..أريد أن أتزوج عفيفة..هيهات..(( ٱلزَّانِي لاَ يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً ))..إلا من تاب..إلا من تاب إذا تاب الزاني أو الزانية فلا بأس بذلك..ولذلك لاحظوا لفظ القرآن..الزاني أي لا زال زانيا لا ينكح إلا زانية..لم يقل من زنى لا ينكح إلا من زنت..ولذلك هذا من إبداع القرآن الكريم..حتى لا يأتي واحد من هولندة أو غيره..يشككنا في القرآن..ولذلك..الذي لا يعرف اللغة العربية..ويشكك في ديننا..نقول خذ دورة..بدل أن تأخذ دورات لغات أجنبيات..إنجليزي أو فرنسي أو أردو أو غيره..تعلم لغتك حتى تفهم القرآن.. فلا يأتيك هولندي ولا غيره يشكك في لغتك..وأنت لا تدري..لأنك لم تعرف ولم تتعلم..وإني أدعو الناس..إلى أن يتعلموا لغتهم العربية..ما أبدعها وما أحلاها..وما أعجبها نسأل الله - عز وجل - أن يذيقنا حلاوة لغتنا ولغة القرآن.. نسأل الله - عز وجل - أن يوفقنا.. جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -..وقال يا رسول الله..اتلُ علي شيئا من القرآن ولا تكثر..شوي..لا تقرأ سورة البقرة ولا آل عمران..شوي..فقال لبيك رسول الله..فقرأ عليه سورة الزلزلة..بسم الله الرحمن الرحيم ((إِذَا زُلْزِلَتِ ٱلأَرْضُ زِلْزَالَهَا)) ..يقول الراوي..وذكر ذلك الحافظ بن كثير في التفسير..فرأيت الرجل..ترتعد فرائصه..وفتح عينيه..من شدة ما نازل قلبه..سبحان الله..قال ((وَأَخْرَجَتِ ٱلأَرْضُ أَثْقَالَهَا))..فإذا بالرجل يزداد هيبة وخوفاً وهلعاً..حتى إذا انتهى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال الرجل يكفي يا رسول الله..يكفي..السلام عليكم وعليكم السلام..فماذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟.. قال فَقُه الرجل.. تكفيه هذه السورة..فقه.. (( إِذَا زُلْزِلَتِ ٱلأَرْضُ زِلْزَالَهَا* وَأَخْرَجَتِ ٱلأَرْضُ أَثْقَالَهَا)) ..ما هي أثقال الأرض؟ القبور..(( وَإِذَا ٱلْقُبُورُ بُعْثِرَتْ)).(( أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي ٱلْقُبُورِ* وَحُصِّلَ مَا فِي ٱلصُّدُورِ)).. (( وَإِذَا ٱلْقُبُورُ بُعْثِرَتْ)) ..ولذلك..(( وَأَخْرَجَتِ ٱلأَرْضُ أَثْقَالَهَا* وَقَالَ ٱلإِنسَانُ مَا لَهَا)) ..يوم البعث والنشور.. ((قَالُواْ يٰوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَاَ))..فتقول الملائكة..(( هَذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحْمـٰنُ وَصَدَقَ ٱلْمُرْسَلُون))..سبحان الله..(( وَقَالَ ٱلإِنسَانُ مَا لَهَا* يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا* بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا* يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ ٱلنَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْاْ أَعْمَالَهُمْ* فَمَن يَعْمَلْ))..إلى آخر الآيات..فقه الرجل..ألا نفقه نحن ؟..أعادنا الله وإياكم إلى كتاب الله وسنته..ثم أرى أن الوقت يمضي علي وأن الكلام يطول فأختصر الخطبة..وأقول المرحلة الثالثة وهي مرحلة..الكهولة..وتبدأ من سن بعد الخامسة والثلاثين إلى تقريبا الخامسة والخمسين او الخمسين سنة.. هذا يسمى عمر الكهولة..ثم بعد ذلك..سن الشيخوخة ما بعد ذلك إلى السبعين أو الى الثمانين..ثم بعد التسعين..يسمى أرذل العمر..وهو استعاذ منه النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.. والذي يبلغ سن الأربعين..أقول لك حديثاً..ينادي ملك في كل يوم..يقول : يا أيناء الأربعين..أنتم زرع دنا حصاده..زرع دنا حصاده..فمن بلغ الأربعين فليستعد للموت هكذا معناه..لأنه يبدأ عداد تنازلك العمري..بالنزول وتدنو إلى موتك وإلى قبرك.. (( قَالَ يٰلَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ* بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلْمُكْرَمِينَ)) ..أسأل الله - عز وجل - أن يطيل لنا ولكم في الأعمار..وأن يبارك لنا ولكم في الأعمار..في عمر الشباب وعمر الكهولة والشيخوخة..

ثم صلوا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه..فقال ((إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً))..اللهم فصل وسلم وبارك على سيدنا محمد..وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار الأبرار.. وعلينا ومعهم وفيهم برحمتك يا ارحم الراحمين..اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين..اللهم أذل الكفر والكافرين..اللهم دمر أعداءك اعداء الدين..اللهم خلص أولى القبلتين..واحفظ الحرمين الشريفين..واحفظ هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين..من الفتن والمحن والحروب والآلام والأسقام..اللهم لا تدع في يومنا هذا ذنبا إلا غفرته..ولا عيبا إلا سترته..ولا مريضا إلا شفيته..ولا مبتلى إلا عافيته..ولا ميتا إلا رحمته..ولا مجاهدا إلا نصرته.. اللهم انصر المسلمين في فلسطين..وفي غزة وفي العراق وفي كل مكان..واحفظ هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين..و ارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم.. وبارك اللهم في ولي أمرنا ونائبه..وسائر حكام الإمارات ودلهم على الخير وعلى ما تحبه وترضاه..يا أكرم الأكرمين..وسائر حكام المسلمين.. اللهم دلهم على العمل بالكتاب والسنة..وعلى نفع الإسلام والمسلمين..ياأكرم الأكرمين..اللهم اهد شباب المسلمين..اهد شباب المسلمين وبنات المسلمين..اللهم لا يخفى عليك حالهم..لا تخفى عليك أحوالهم..غرقوا في شبهات وفي شهوات..فنسألك اللهم أن تنقذهم..وأن تعيدهم إلى كتابك وسنة نبيك..وإلى عزة دينهم وعزة قرآنهم..يا أكرم الأكرمين..ويا أرحم الراحمين..(( رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ)) ..عباد الله..(( إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاءِ وَٱلْمُنْكَرِ وَٱلْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ))..اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم..واشكروه على نعمه يزدكم..(( وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ