اثر الاستعداد لرمضان

أثر الاستعداد في رمضان


الحمد لله... الذي جعلنا وإياكم من أهل الإسلام... ودعانا لصيام رمضان... وأنزل فيه القرآن... وجعلنا من خير أمة أخرجت للأنام... أحمده سبحانه وتعالى حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه... وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له... واحدٌ في ذاته... واحدٌ في صفاته... واحدٌ في أسمائه... واحدٌ في أفعاله... واحدٌ في أوامره... واحدٌ في نواهيه... ” لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ ”... أحمده حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه... وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له... وأشهد وأن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله... خير من صام رمضان... وقام رمضان... وتسحّر في رمضان... وقرأ القرآن في رمضان... وتدارس القرآن في رمضان... اللهم فصلّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته ومن سار على دربه ومنهاجه إلى يوم الدين وعلينا ومعهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين... ثم أما بعد... فيا أيها العباد ويا أهل لا إله إلا الله... فإني أوصيكم ونفسي الخاطئة المذنبة بتقوى الله...


تقوى إله العالمين فإنها...عز وحرز في الدنا والمرجع ... فيها غنى الدارين فاستمسك بها...والزم تنل ما تشتهيه وتدعي ... ومن ضيع التقوى وأهمل أمرها...تغشته في العقبى فنون الندامة ... ومن كانت الدنيا قصارى مراده...فقد باء بالخسران يوم القيامة...


ياعباد الله... إننا اليوم نودع آخر يوم من أيام شهر شعبان... ما أسرعه... ما أعجله... متى دخل حتى يخرج وينتهي؟ سبحان الله كل ذلك محسوب من عمرك... مخصومٌ من رصيد أجلك... حتى يأتي الوعد الحق... وحتى تأتيك رسل المنون فتغادر هذه الحياة فقيراً مملوكاً وليس بمالك... بينما اليوم ربما تملك وغداً لا تملك... إنما أنت وكلك مملوك لملك الملوك جلّ جلاله وتعالى في علاه... ولكن الذي يفرح قلوبنا أن شهراً عظيماً جليلاً أعظم الشهور وأفرح الشهور على قلب كل مؤمن صادق مع الله عزوجلّ... سيهلّ عليكم هلاله ربما تكون الليلة أو تكون بعد غدٍ نسأل الله عزوجلّ أن يهله علينا باليُمن والإيمان والسلامة والإسلام... هلال يُمنٍ وبركة... ربي وربك الله... هكذا كان دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى الهلال... وليس هناك أعظم من هلال رمضان... النفوس تتشوّق إليه... القلوب تتهافت إليه... شهر المؤمن... شهر المسلم... شهر الصادق مع الله... شهر المتقي... شهر الفارّ إلى الله... شهر المسارع والمتسابق إلى رضوان الله... هذا شهركم يا مؤمنون... يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشرّ أقصِر... فليس شهرٌ أثقل على المنافقين من شهر رمضان... وليس شهرٌ أفضل من الشهور من شهر رمضان... فاللهم اجعلنا من أهل رمضان... واجعلنا ممّن وصامه وقامه وتلا فيه القرآن... يا أيها العباد... ربما الليلة ستسمع أجهزة الإعلام تقول لك نهنيكم بدخول رمضان أو بعد غد... ترى هل أنت مستعدٌ... هل قلبكم مستعد؟ هل نفسيتكم مستعدة؟ هل تجهزت لهذا الضيف؟ ماذا أعددت له؟ لا أقول ماذا أعددت من المطاعم... هو اسمه شهر الصيام وليس شهر الأكل... ليس شهر الموائد... وليس شهر السُفر... وليس شهر المطاعم والمشارب... إنه شهر الصيام... وليس الطعام... فلماذا نقلب الموازين؟ نعم... أنا وأنت ينبغي علينا أن نطعم الفقير والمسكين بل حتى الغنيّ... حتى الغنيّ... يُسنّ لك أن تطعمه لأنه صائم... وليس هناك شهر يتساوى فيه المسلمون غنيهم وفقيرهم مثل شهر الصيام... فسبحان الله حتى الفقير يُسنّ له أن يتصدق ولو بشق تمرة حتى يأخذ صيام الغنيّ... إذاً الغنيّ والفقير يتساويان في إطعام الصائم... فما أعظمه من شهر... وما أعظمها من نفحات... لكن ما حال استعدادنا لهذا الشهر؟ لقد كان السلف ممن كان قبلكم إذا مرّت... إذا بقي على شهر رمضان ستة أشهر استعدوا له... وتهيئوا له... وأول ما يتهيئون له بالدعاء والتوجه إلى الله أن يبلغهم هذا الشهر... أن يبلغهم هذا الشهر حتى يدخل عليهم وهم في صحة في أجسادهم... في سعة في أموالهم... في رجاحة في عقولهم... وهي اليوم إن شاء الله وإذا شاء ربك سيدخل عليك وأنت لازلت تفقه ولازالت عينك تبصر ولازالت أذنك تسمع ولازال قلبك ينبض ولازالت قدمك تمشي... ولازال الدم يمشي في عروقك... فالحمد لله على هذه النعمة... والحمد لله على هذا الفضل... ماذا أعددتم لشهر رمضان... لقد جاءكم شهر رمضان وسيأتيكم بجوائز... أقل جائزة فيها... أقل جائزة في رمضان أن تخرج من ذنوبك كيوم ولدتك أمك... الله أكبر... أقل هدية؟ كما يقول أهل التجارة إذا أرادوا أن يعرضوا سياراتهم ويقول هذه السيارة سعرها عشرون ألفاً ابتداءً بعشرين ألف درهم... ابتداءً ولا حدّ لأكثره... رمضان أقل جائزة فيه لك أن تخرج من الذنوب كيوم ولدتك أمك طاهراً مطهراً على الفطرة... على التوحيد... على الصفاء... على الإصطفاء... سبحان الله... ولا تستغرب لأنها عطية المعطي... إنه الله... فإذا سألت لماذا هذا عطاء الله؟ قال الله عزوجل لي ولك... (هَـٰذَا عَطَآؤُنَا فَٱمْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) أنت ما تستطيع أن تعدّ... ولذلك جاء في الحديث... يقول - صلى الله عليه وسلم - محدثاً عن ربه جل جلاله وهذا يسمونه بالحديث القدسي... يقول الحسنة بعشرة أمثالها... الله يقول لك في الحديث القدسي إلى سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به... يدع طعامه وشرابه وفي رواية يدع طعامه وشهوته من أجلي... إلا الصوم فإنه لي ولذلك قال العلماء أجر الصلاة معروف وأجر الزكاة معروف وأجر الحج معروف... الحج... من حج فلم يرفث ولم يفسق ما هي النتيجة؟ خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه... هذه جائزة الحج... أما رمضان فأقل جائزة فيه تلك جائزة الحج... سبحان الله... أقل شيء ولربما ينال الواحد منكم هذه الجائزة مع أول ليلة في رمضان... ما حالك يا أيها المسلم؟ ما حالك من أول أن يدخل عليك رمضان وكنت صادقاً مع الله وكنت تائباً إلى الله... مستغفراً من ذنوبك... فرحاً ببشارة ربك أنت فرح... أنت فرحان لأن الله سيقدم لك هدية فلذلك ربما يكافئك الله بهذه العطية أقل شيء أن تخرج من ذنوبك كيوم ولدتك أمك... اللهم لا تحرمنا تلك المغفرة ولا تحرمنا تلك العطية ولا تحرمنا تلك الهدية ولا تحرمنا تلك الجائزة... صدقت يا رسول الله... أمّن على دعاء جبريل عليه السلام فقال آمين... من أدرك رمضان ولم يغفر له... لم يقل من أدرك رمضان ولم يُعتق... لم يقل من أدرك رمضان ولم يرحمه ربه... قال من أدرك رمضان ولم يغفر له لأن أقل شيء هذا يستوي فيه الكل... يستوي فيه الجميع... سبحان الله... ولذلك يا أيها الأحباب استعدوا... هل أنتم مستعدون؟ أم المسلمون نائمون؟ أم أنهم مشغولون؟ يا أيها الأحباب إن شهر رمضان يبكي على أقوامه... يشتاق إلى الوجوه الضاحكة المستبشرة... الوجوه المنوّرة وجوه أسلافكم الذين كان يعرفهم رمضان ببكائهم... بحنينهم... بأنينهم... بقيامهم... بصيامهم... بتهجدهم... بترنمهم... بتلاوتهم للقرآن... تجدهم كأنهم اسطوانات في المسجد إذا قاموا بين يدي الله عزوجلّ يتلون الكتاب عذباً مسلسلاً سهلاً... يتلونه وتقشعرّ منه جلودهم وبطونهم وبواطنهم وجلودهم وشعورهم من خشية الله جل جلاله... هذه حياتك... عش حياة الدين... عش حياة مع القرآن... عش حياة مع الله... نحن نعيش في زمن المادة... طغت علينا الماديات... طغت علينا الحياة العلمانية حتى صار الواحد منا لا يفكر إلا في المستقبل الدنيوي ولا يفكر إلا في كيف يكون حاله بعد سنتين أو ثلاث وكيف يكون رصيده وكيف يكون سعر الأسهم... أين رمضان؟ على الهامش... أهكذا تستقبله؟ أهكذا تستقبل عطية ربك؟ أهكذا يستقبل المسلمون شهرهم؟ بعض الناس يستقبل رمضان ويأتي بأجهزة لاستقبال بعض القنوات حتى يراها وحتى يقضي ليالي رمضان في مسلسلات أو أفلام أو في أغانٍ ماجنة والعياذ بالله عزوجلّ... وأعجب من ذلك من يسمّي ذلك احيي ليالي رمضان بهذه المسلسلات... أنت تحييها؟ أنت تميتها... أنت تقتل نفسك... ارحم نفسك... إلى متى وأنت... كم عينك شاهدت من الأفلام والمسلسلات؟ أما ترى؟ أما تنتبه؟ لقد ضربك الشيب أو أوشك... فتش عن شعرة بيضاء في شعرك أو في لحيتك إن كنت من الملتحين... فتش عن شعرة بيضاء... ربما تكون مختبئة... جاء في بعض الآثار من بلغ الأربعين... الأربعين سنة... من بلغ الأربعين سنة من عمره ولم يغلب خيره شره فلا خير فيه... إذا بلغت الأربعين سنة وخيرك لم يغلب شرك فلا خير فيك... لماذا؟ ولماذا بالتحديد أربعين سنة؟ قالوا لأن الأربعين سنة قضى أكثر من نصف عمرك... على افتراض أن عمرك ستين أو سبعين أو بالأكثر ثمانين فيكون عمرك النصف وأعمار أمتي كما قال - صلى الله عليه وسلم - ما بين الستين والسبعين والقليل القليل من يفوق ذلك والنادر من يصل إلى التسعين ونادرة النوادر من يصل إلى المائة... سبحان الله... ولذلك إذا بلغت أربعين أو أوشكت ولم تجد نفسك مُنقاداً إلى الخير فانتبه لنفسك يا أخي... استيقظ... انتبه... تدبر... ارجع إلى ربك جل جلاله وتعالى في علاه... فنسأل الله عزوجل أن يوقظنا من غفلتنا إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين... يا عباد الله لا أريد أن أسرد عليكم فضائل رمضان فكلكلم يعرفها... لا أريد أن أقول لكم إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النيران وسُلسلت الشياطين وفي رواية وصُفدت الشياطين ونادى منادٍ قيل هو جبريل في السماء يسمعه كل من في الكون إلا الثقلان الإنس والجن ما يسمعون... ما يسمعون... كل ما خلقه الله عزوجلّ من ملائكة، من حيوانات، يسمعون نداء جبريل يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشرّ أدبر أو أقصِر هلموا إلى مساجدكم... أقبلوا على الله عزوجلّ... جبريل يناديك يا باغي الخير أقبل... أعمر هذه المساجد... أعمرها... قال العلماء إن المساجد تشهد على أصحابها يوم القيامة وتقول يا رب إن جاري أو هنا أو هنا أو هنا أو هنا يسمعني حيّ على الصلاة ولا يجيب النداء... ولا يجيب النداء بل منهم من يسمع النداء بل يسمع إقامة الصلاة ويخرج من بيته ويدخل سيارته ويمشي... تعال... هذا ربك يناديك... لماذا تولّ المسجد دبرك؟ لماذا توليه الأدبار؟ أهكذا تعامل ربك جل جلاله وتعالى في علاه... نسأل الله عزوجل السلامة والعافية في ذلك... يسمعه كل من خلقه الله إلا الإنس والجنّ... نحن لا نسمع لأن آذاننا سمعت وشبعت من الأغاني الماجنة... من الكلام الفارغ... من الكلام الساقط... كم أذنك سمعت من الكلام... كم سمعت من المعاصي وإذا أردت أن يكون هذا رمضان خير لك فإني بوصية بعد أن أوصي نفسي فإني لك إن شاء الله ناصحٌ أمين... أوصيكم أيها الأحباب كان من المفترض أن تكون هذه الوصية من قبل لكن نحن قلناها في عدة دروس لكن في خطبة الجمعة لأن الإخوان يجتمعون سأوصيكم... أول شيء من هذه الساعة... من هذه اللحظة أن تتوب إلى الله سبحانه وتعالى... أن تتوب إلى الله جل جلاله وتعالى في علاه... والله يريد أن يتوب عليكم... ((وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً))... سبحان الله... فإذا كان الله يريد أن يتوب عليك لماذا يا أخي لا تتوب؟ لماذا لا ترجع إلى الله سبحانه وتعالى؟ ذق حلاوة الطاعة لله عزوجل... استغلّ الفرصة... استغلّ هذه الفترة... استغلّ رمضان... فلذلك توبة صادقة وحتى تكون أكثر عملياً... من استطاع منكم بعد صلاة الجمعة أو بعد صلاة العصر اليوم أن يزور أقرب مقبرة من المقابر... زر... اسمع كلام لله عزوجلّ... اذهب وتفكر... سلم على أهل المقابر واسألهم عن أحوالهم... وادع الله لهم ثم اجلس سويعة متفكراً... ترى أين سيكون قبري؟ أفي هذه المقبرة أم هنا أم هناك أم ماذا؟ أم ماذا؟ حتى ترجع من زيارتك للمقابر وقد اتعظ قلبك وقد شمّرت عن ساعديك وقد جددت توبتك... يقول - صلى الله عليه وسلم - : “كفى بالموت واعظاً”... كفى بالموت واعظاً... في الأسبوع الماضي كنت أشاهد مقطع فيديو على شبكة الإنترنت... مقطع رجل من الصالحين نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً... كان يلقي موعظة في المسجد وهذا المقطع سبحان الله مؤثر جداً... وأثناء ما يلقي تلك الخطبة كان يتكلم عن سيدنا موسى عليه السلام... أثناء الخطبة وأثناء المحاضرة ارتفعت عيناه إلى السماء وبدأ صوته ينخفض حتى سقط على شقه الأيمن وقد توفاه الله عزوجلّ... ما أعظم هذه الخاتمة... اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة... يموت وهو في مسجد بعد أن صلى صلاة العشاء أو صلاة المغرب أو صلاة الفجر لأن المقطع يبيّن أنه كان في الليل فإما أن يكون في الفجر أو المغرب أو العشاء وكان يلقي كلمة... وكان رجلاً شائباً سبحان الله... والأعجب أنني عندما رأيت المقطع رأيت عينيه تنظران إلى السماء وقلت هذا دلالة على الموت وليس الإغماء لأن الميّت يموت وعينيه مفتوحتان فوق... أتدرون لماذا؟ لأنه ينظر إلى روحه عندما يقبضها ملك الموت... ينظر إليها لأن الروح تصعد إلى السماء الأولى فإن كانت روحاً طيبة تفتح لها السماء الأولى أبوابها... روح فلان بن فلان أهلاً ومرحباً بك ثم السماء الثانية ثم الثالثة... الرابعة إلى عرش الرحمن فاللهم اجعل أرواحنا طيبة وأمتنا على حسن الخاتمة... ما رأيك أن تموت مثل هذه الموتة وأنت قائم في رمضان؟ وأنت ساجد في رمضان؟ وأنت تتلو القرآن في رمضان؟ وأنت تفطر في رمضان؟ أو تتسحّر في رمضان؟ وأنت تستغفر ربك في رمضان؟ أو وأنت تطعم مسكينا في رمضان؟ أو من وفقه الله ذهب إلى العمرة في رمضان حتى يأخذ ثوابها أم أنك تريد أن تموت في مقهى؟ وأنت في يدك الشيشة أو السيجارة والعياذ بالله عزوجلّ أو أنك تنظر مناظر محرّمة؟ اللهم عافنا من بلائك وارزقنا شكر نعمائك واجعلنا من خيار عبادك... آمين اللهم آمين... عباد الله... أوصيكم بتقوى الله عزوجلّ واستعدوا لرمضان بالتوبة الصادقة لله - تبارك وتعالى -...


النقطة الثانية لاستقبال رمضان أن تعمل لنفسك جدولاً... ينبغي... يفترض... من المفترض أن تكون جاهزاً... من الآن جاهز... تنتظر فقط أن يهلّ الهلال... مبرمجاً نفسك... وضعت جدولاً للعمل الدعوي... للعمل... التقرب إلى الله عزوجلّ... للصلاة... للقيام... للتلاوة... للختمات ختمة أو ختمتين أو ثلاثا نظم لك جدولاً... من منكم عمل بهذا؟ من عمل منكم بهذا أهنيه وأقول أنت فعلاً من الموفقين إن شاء الله تعالى... أم الآخر الذي لم يفكر أقول بقيت لك سويعات... انتبه لنفسك فالله عزوجل جعل رمضان لك مكفراً لذنوبك فتب إليه وارجع إليه جل جلاله وتعالى في علاه... يقول الله - تبارك وتعالى - ((تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ))...أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم...فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم...


إن الحمد لله... نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه... ونؤمن به ونتوكل عليه ونثني عليه الخير كله... أحمده حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له... وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله وصفيّه من خلقه وحبيبه... نشهد أنه قد بلغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين وتركنا على المحجّة البيضاء ليلها كنهارها... لا يزيغ عنها إلا هالك... اللهم فصلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار الأبرار وعلينا ومعهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين ثم أما بعد، فيا أيها العباد فإني أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله